وأوضح البراري، في حديثه عبر برنامج "بصوتك" مع عامر الرجوب على إذاعة عين إف إم، أن الرد الإيراني لم يكن مؤلماً للولايات المتحدة، ولم يسفر عن وقوع قتلى أو أضرار مادية، مشيراً إلى أن الرد جاء ضمن توافق إقليمي، إذ إن إيران كانت بحاجة إلى رد شكلي قبل الدخول في مفاوضات.
وأضاف أن إيران لن تتمكن من تحقيق ما كانت تطمح إليه، لافتاً إلى أن هناك رقابة مشددة قد تُفرض عليها لمنع تجاوز نسبة التخصيب 3.7%. كما أن الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية كانت مؤثرة بشكل كبير، حسب وصفه.
من جانبه، قال الدبلوماسي السابق وأستاذ العلوم السياسية والإنسانية الدكتور ممدوح جبر إن الإقليم بات بحاجة إلى المفاوضات بعد التطورات الأخيرة، مضيفاً أن اللوبي الصهيوني حاول طمس قضية غزة والضفة الغربية.
ورأى جبر، خلال حديثه في البرنامج ذاته، أن القضية الفلسطينية ستعود إلى الواجهة العالمية، في ظل حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والعسكري التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي، كونه قائماً على منطق الحرب وليس السلام.
وأكد أن 24 وزيراً من أصل 30 في حكومة الاحتلال هم من المتطرفين، مبيناً أن الضربات الإيرانية كان لها تأثير واضح على الشارع الإسرائيلي، وأسهمت في خلق حالة من التململ بسبب تمديد أمد الحرب على مختلف الجبهات.
في السياق ذاته، قال الباحث الأردني في علم الاجتماع السياسي وكاتب العلاقات الدولية محمد الأمين عساف إن الحرب تم ضبطها إلى حد بعيد، معتبراً أن ما حدث يوم أمس كان محاولة لإنزال إيران عن الشجرة.
وشدد على أن إيران كانت مضطرة للرد على الضربات الأمريكية، مشيراً إلى أن استهداف قاعدة العديد جاء نظراً لأن قطر تعد الدولة الخليجية الأكثر قدرة على التواصل مع إيران.
ونبّه عساف إلى أن الدول، في حال لم تكن تعاني من مشاكل جذرية، تستطيع تجاوز التصعيدات العسكرية التي تقع ضمن ظروف معينة، كما حدث بين إيران وقطر.
وأضاف أن دول الخليج تخشى من السلوك الإسرائيلي القائم على "البلطجة" في المنطقة، وتُدرك أن إيران كانت معتدى عليها في هذا السياق، مبيناً أنه لو كانت هناك خسائر في قاعدة العديد، لكانت كل من الولايات المتحدة وقطر قد ردتا على الهجوم.
وأكد أن الهجوم الأمريكي على إيران كان مضبوطاً ومحدوداً، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سعى إلى تفجير المنطقة بشكل شامل بما يخدم مصالحه، في حين فضلت الولايات المتحدة التعامل مع كل ملف بشكل دقيق ومنفصل، دون الذهاب إلى حرب شاملة.