وأكد أبو نوار في تصريح خاص لـ"الدار "، أن مشاركة الجيش الإيراني النظامي إلى جانب الحرس الثوري في هذه العملية هو أمر اعتيادي وهذا يعني أن هناك إجماعا مؤسسيا داخل إيران، ورسالة واضحة مفادها أن الرد على الاستهدافات الخارجية سيكون منظمًا ومتعدد الأذرع، وليس انفعاليًا أو غير منسق".
واعتبر أن الضربة لم تكن تهدف إلى إشعال مواجهة شاملة بقدر ما كانت "عملية محسوبة بموافقة ضمنية من واشنطن"، أو على الأقل بتقديراتها المسبقة.
وقال: "لا أستبعد وجود قنوات خلفية بين إيران والولايات المتحدة، ربما عبر وسطاء، لترسيم حدود الرد.
وأن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقة بين الطرفين هذا النوع من التواصل غير المعلن، خاصة عند الأزمات الكبرى".
وأردف اللواء أبو نوار "إيران أرادت القول إنها تستطيع إيصال رسائلها من داخل الأراضي الخليجية، وبالتحديد من قلب قاعدة عسكرية تضم قوات أميركية. لكنها حرصت على ألا تكون الضربة مدمّرة، بل رمزية، حتى لا تتسبب في رد فعل خارج الحسابات".
أين الرد العربي؟
وفي معرض تحليله لتداعيات الضربة، تساءل أبو نوار عن الغياب الكامل لأي موقف دفاعي عربي موحد، مستغربًا غياب المنظومات الأمنية الإقليمية في لحظة حساسة كهذه.
وقال لـ"الدار": "الرد لم يأتِ من منظومة دفاع عربية، بل من الولايات المتحدة التي اعترضت جزءًا من الهجوم. فهل يُعقل أن يتم استهداف موقع عسكري على أراضٍ عربية، ولا تتحرك أي منظومة ردع عربية؟ أين درع الجزيرة؟ أين الجامعة العربية؟ لماذا لا يوجد لدينا ما يُشبه التنسيق بين الجيش النظامي والحرس الوطني في دولنا كما يحدث الآن في إيران؟".
وأضاف أن الفراغ الأمني العربي أصبح مزمنًا، وأن الاعتماد المستمر على الحماية الغربية قد يُعرض بعض الدول لمزيد من الأخطار لاحقًا، خاصة إذا ما تحولت أراضيها إلى ساحات لتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية.
تحريض إسرائيلي وصمت إقليمي
أشار أبو نوار أيضًا إلى أن إسرائيل تلعب دورًا خفيًا لكنه مؤثر في إشعال المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، خاصة من خلال استهدافاتها المستمرة لمنشآت إيرانية أو قيادات ميدانية.
وقال: "إسرائيل تريد جرّ واشنطن إلى حرب مباشرة مع إيران، لكنها لا تريد أن تدفع الثمن وحدها. أميركا من جهتها باتت أكثر حذرًا وأقل رغبة في الانجرار إلى مستنقعات جديدة، وتكتفي بإدارة التوتر من بعيد"
وأنهى تصريحه لـ"الدار " بالقول: "ما نحتاجه كعرب هو مراجعة جادة لمفهوم الأمن الجماعي، وإنشاء منظومة دفاع عربية متكاملة، تتجاوز التصريحات وتنتقل إلى التطبيق. أما أن نظل متفرجين على التفاعلات بين إيران وأميركا على أراضينا، فهذا يعكس حالة لا تُحتمل من التراجع الاستراتيجي"