الدار - محمد رشاد - قال اللواء المتقاعد الدكتور رضا البطوش، إن الضربات التي نفذتها إيران اليوم على قاعدة العديد الأمريكية في قطر تأتي في سياق "حفظ ماء الوجه"، وضمن استراتيجية محسوبة تسعى من خلالها طهران إلى إظهار قدرتها على الردع دون الذهاب إلى مواجهة شاملة.
وأشار البطوش في تصريح خاص لـ "الدار إلى أن استهداف قاعدة عسكرية بحجم العديد، التي تضم قوات أمريكية وأجنبية، يحمل رسائل سياسية وأمنية متعددة، لكنه لا يعني بالضرورة وجود نية لدى إيران للدخول في حرب واسعة.
وأضاف: "الرسالة هنا واضحة: إيران تريد أن ترد، ولكن ضمن حدود مدروسة تمنع انفجار الوضع."
وأكد أن إغلاق الأجواء مؤقتًا في عدد من دول الخليج العربي، ومنها الإمارات وقطر والبحرين والكويت، يعكس حالة القلق الشديد من احتمالية اتساع رقعة التصعيد العسكري، خاصة بعد الضربة الإيرانية المفاجئة.
البطوش: الضربة الإيرانية على قاعدة عديد رسائل مدروسة لا تعني حرباً شاملة
وأضاف البطوش: “نحن نشهد مرحلة حرجة، جميع الأطراف باتت تبحث عن مخرج، عن استراتيجية للخروج من المأزق، دون أن تخسر ماء وجهها أمام جمهورها الداخلي أو شركائها الدوليين.
وأوضح أننا نرى هذا النوع من الضربات التي لا تهدف للقتل أو الدمار الكامل، بل لتمرير رسائل واضحة تحت سقف السيطرة.
وأشار إلى أن التطورات الأخيرة جاءت بعد أيام من مؤشرات على تهدئة محتملة، إلا أن التصعيد الأخير أعاد خلط الأوراق، مؤكدًا أن المنطقة الآن في حالة "توازن هش"، وأن أي خطوة غير محسوبة قد تدفع الأمور نحو مواجهة أوسع.
وختم البطوش تصريحه لـ “الدار ” بالقول: "المنطقة لا تحتمل مزيدًا من الاستفزازات أو حالات عدم الاستقرار، والجميع يدرك أن الحل لن يكون عسكريًا". الأيام المقبلة قد تحمل فرصًا دبلوماسية جديدة إذا أحسنت الأطراف قراءتها.