-اللواء الخوالدة: الضغوط الأمنية تتزايد مع احتمال توسع الحرب الإيرانية-الإسرائيلية
-اللواء الخوالدة: المهربون وعصابات الإجرام سيحاولون فتح مسارات تهريب جديدة
جل هذه المسيرات أطلقت من إيران باتجاه الأراضي المحتلة، إلا أن أعدادها الكبيرة قد تخلق فرصة لتجار المخدرات الذين دأبوا على تسخير الطائرات في محاولاتهم المستمرة لإدخال سمومهم إلى الأردن من الحدود الشمالية.
ورغم اليقظة العالية للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في التصدي لكل من يحاول تهديد أمن الوطن، إلا أن احتمالية تكثيف تجار المخدرات لمحاولاتهم خلال التوترات الإقليمية الحالية يزيد من الأعباء الأمنية.
وفي هذا السياق قال اللواء الركن المتقاعد والخبير العسكري والاستراتيجي هلال الخوالدة إن التوتر الأمني والحرب بين "إسرائيل" وإيران يمثل تهديدا مباشرا للأمن الوطني الأردني، ليس فقط من الجانب العسكري والسياسي، بل أيضا من ناحية الجريمة المنظمة، وعلى رأسها تجارة وتهريب المخدرات.
وبين الخوالدة في حديث لـ"موقع الدار الإخباري" أن هذه الحرب وظروفها المعقدة تجعل من الأردن عرضة لاستغلال هذه الظروف للتأثير على الأمن الوطني الأردني وخاصة الموقع الجغرافي الواقع بين الطرفين الإيراني والإسرائيلي، إضافة إلى سوريا والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة التي لا تزال تعاني من بعض التوترات وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.
ونوه إلى أن المسافات الحدودية الطويلة مع سوريا والعراق اللواتي كانتا وما زالتا ممرا للعصابات من تجار المخدرات ومحاولاتهم المحمومة بشكل مستمر وبوسائل متعددة لايصال المخدرات واستخدام وسائل وتقنيات متعدده منها الطائرات المسيرة (الدرونز ).
وأكد أن الضغوط الأمنية لا تزال تتزايد مع احتمال توسع الحرب الإيرانية-الإسرائيلية ما يتطلب زيادة الاستعدادا والبقاء في حالة استعداد قصوى للجيش وكافة الأجهزة الأمنية.
وأوضح أن ذلك الاستعداد يستهلك طاقات كبيرة من الدولة الأردنية، ما يجعل الظرف يشكل فرصة لتجار المخدرات لمحاولة اختراق الحدود أو توسيع نشاطهم، خصوصا على الحدود الشمالية .
وتابع الخوالدة:"رغم ان القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تبذل جهودا كبرى لمنع كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الأردني بأي وسيلة كانت إلا أن المهربين وعصابات الاجرام من خارج الحدود سيحاولون فتح مسارات تهريب جديدة خاصة من المناطق الصعبة، مستغلين الفوضى التي تحصل خلال إطلاق الرشقات الصاروخية الإيرانية أو إطلاق المسيرات فوق الأراضي الأردنية للتهريب أو التسلل، ظانيين أن الجيش الأردني منشغل في إدامة الأمن الوطني الأردني أو متابعة الأهداف التي تجتاز الحدود الأردنية".
وأكد أن بعض عصابات التهريب قد تحاول تشتيت جهد الجيش والأجهزة الأمنية من خلال إدخال طائرات مسيرة باتجاة الأراضي الأردنية لتسهيل عمليات التهريب من مواقع أخرى.
وحول سؤال هل كل ما يسقط من مسيرات هي ناتجه عن الحرب؟ أم أن هناك استغلال من قبل تجار المخدرات؟ قال الخوالدة في حديثه لموقع "الدار" إنه لا يعتقد بأن كل ما يسقط من مسيّرات فوق الأراضي الأردنية ناتجا عن الحرب بين إسرائيل وإيران أو الهجمات المتبادلة بين أطراف متعددة، موضحا أن الاحتمال الأكبر أن تكون هذه المسيّرات مرتبطة بالصراع.
وأشار إلى أنه في حال حصول هجوم أو ردّ عسكري بين إيران وإسرائيل، قد تمر المسيّرات عبر الأجواء الأردنية سواء عن طريق الخطأ أو ضمن مسارات مبرمجة مسبقا، حيث أن هنالك حالات سقطت فيها طائرات في الأزرق والمفرق ومناطق في إربد والجنوب والعقبة وكان بعضها مفخخ مما يعزز أنها مرتبطة بالحرب بين الطرفين.
وقال إن هنالك شكوك من أن بعض الطائرات المسيرة التي تسقط او تشاهد خارج أوقات رشقات إيران الصاروخية أو إرسال الطائرات المسيرة بأن تكون نشاطات تهريب مخدرات أو أسلحة على الحدود السورية أو العراقية.
تقييم الأسباب
اما فيما يتعلق بأسباب زيادة أعداد المسيرات التي سقطت خلال الأيام القليلة الماضية، بين الخوالدة أنه
في ظل التصعيد العسكري في المنطقة وكثافة الهجمات بوسائل مختلفة منها الطائرات المسيرة بأوقات مختلفة أصبحت المسيرات أداة رئيسية في الحروب الحديثة، وتستخدم بكثافة في الاستطلاع، الهجوم، والتشويش.
وأوضح أنه نظرا لاستخدامها بكثافة من قبل الجانب الإيراني لزيادة الضغط على وسائل الدفاع الجوي الإسرائيلية زاد ذلك من احتمالية سقوطها أو إسقاطها من قبل الدفاع الجوي الأردني بعد التأكد من أنها تشكل خطرا على الشعب الأردني خاصة وأن معظمها تعتبر بدائية ولا يوجد فيها تقنيات حديثة ومتطورة.
وأكد أنه نظرا لبعد المسافة والتشويش على تلك الطائرات المسيرة التي تعتمد على إشارات GPS أو التحكم عن بُعد فإنها تتعطّل بسهولة في بيئة مشبعة بالتشويش من قبل إسرائيل أو الدول في الإقليم.