عند كل معضلة أو حدث مفصلي، يتأخر الرد، ويغيب التوضيح الرسمي، فيتسرب الفراغ إلى النفوس، وتُملأ الشاشات والكواليس بحناجر تتحدث عن “أمجاد” و”خطط” محفوظة…
لا يُترَك بودكاست، ولا “ريل”، ولا مناسبة إلا وتتحول إلى مشهد استعراضي، يُعاد فيه تدوير ذات العبارات، ونفس الوصفات التي لم تُجدِ حين طُبقت.
تفتح الأرشيف فتجد المسودات متشابهة، كأن من يكتبها يراهن على ضعف الذاكرة لا على قوة الحجة.
وحين تُنصت لعشرات الظهور الإعلامي المجمد على حسابات شخصية، أو لفلترٍ يغطي خواءً حقيقيًا، أو لاثنين وثلاثين بودكاست، وثمان مناظرات؛ بعضها منصف وعميق، وبعضها تُردد بعده: “اللهم لا تجعل لصاحب القرار سمعًا لهم”، تعرف أن ميكافيلية التنافس لا تخلق صورة طبق الأصل… بل تخلق تشوهًا في الأصل نفسه.
اقتناص الفرص لا يكون في الضجيج، بل في الركعة التي يُحمد فيها الله ، وعلى وقفة ملك يعزز بها ثقة الاستثمار، أو في نبض الدفاع المدني الأردني في حرائق سوريا، أو في صمت الخدمات الطبية في غزة وهي تُنقذ بلا صخب، أو في عين جندي على الحدود لا تغفو، أو في رئيس حكومة يسد أذنيه عن الصغائر، أو في طبيب أردني يُكرَّم في كبرى مستشفيات أمريكا.
نفتخر حين يُسأل مبعوث أردني من قبل دولة اخرى : “أين ترى نفسك بعد سنوات؟” فيقول: “أعود… لأثبت أن الأردن لا يخذل من سنده.”
نفتخر ببلد لا يفرّق بين لاجئ ومواطن حين تعصف الأزمات… ولسنا بحاجة لعزائم جماعية، ولا لحفلات نوستالجيا من نوع “الدنيا خربانة” أو “سقا الله أيامك”، ولا لهواة مقفي يتلاعب بالخروف بل تطويع العقول.
وأضيف من لقائي هناك أيضًا… يا جماعة… اسمعوا ما قاله مفكر أمريكي سياسي وأنا في امريكا :
“What distinguishes nations built on principle, not reaction, is that they never delay their voice — because they are busy acting. And when they do fall silent, they are listening to their compass, not the current.”
“ما يميّز الدول التي تُبنى على المبدأ، لا على الردود، أنها لا تتأخر بالكلام لأنها مشغولة بالفعل… وأنها حين تصمت، تُنصت للبوصلة، لا للموجة.”
While I was recently in the USA,
I met those who deeply follow Jordan’s stride and unwavering commitment.
One of them spoke with clarity and purpose—
“We never asked why Jordan persists; we asked how it never falters.”
They saw resilience not as a question, but as a method.
They admired a nation that builds not from excuses, but from resolve.
To them, Jordan was not a subject of curiosity, but a model of execution.
In their eyes, we were not a mystery to understand—but a lesson to apply.
حين كنت مؤخرًا في الولايات المتحدة، التقيت بمن يتابعون عن كثب خطوات الأردن والتزامه الثابت. قال لي أحدهم بثقة: “لم نسأل لماذا يواصل الأردن، بل كيف لا يتعثر.”
رأوا في الصمود نهجًا، لا تساؤلًا…
وفي الثبات منهجًا، لا مصادفة…
أعجبوا بوطن لا يبني مجده بالأعذار، بل بالإرادة والعزيمة.
في نظرهم، لم يكن الأردن لغزًا يُحل، بل درسًا يُحتذى ويُطبَّق.