وتعتبر لدغات الكوبرا مشكلة صحية كبيرة، خاصة في أجزاء من الهند وإفريقيا. مما تساهم في وفاة ما يصل إلى 138آلف شخص سنويًا، بالإضافة إلى 400 آلف شخص يعانون من عواقب طويلة المدى.
أحد أخطر آثار سم الكوبرا هو النخر (necrosis) وهي "موت أنسجة وخلايا الجسم " والذي يمكن أن يؤدي إلى البتر والإعاقة الدائمة. مضادات السموم الحالية غير فعالة إلى حد كبير ضد تلف الأنسجة المحلية، مما يجعل اكتشاف علاج جديد أمرًا بالغ الأهمية.
آلية عمل كبريتات الهيبارين
استخدم فريق البحث تقنية تعديل الجينات كريسبر لتحديد طرق منع سم الكوبرا. واكتشفوا أن الإنزيمات التي تنتج الهيبارين ضرورية للسم المسبب للنخر. عن طريق إغراق موقع اللدغة بكبريتات الهيبارين (heparin sulfate) "الخادعة" أو الجزيئات ذات الصلة، يرتبط الترياق بالسموم السامة ويبطل مفعولها، مما يمنع تلف الأنسجة.
تشمل المزايا الرئيسية لاستخدام الهيبارين كمضاد للسم ما يلي:
فعالية التكلفة: الهيبارين دواء غير مكلف ومتوفر على نطاق واسع.
إمكانية الوصول: على عكس مضادات السموم الحالية، لا يحتاج الهيبارين إلى التبريد ويمكن تخزينه في درجة حرارة الغرفة.
إمكانية التنفيذ السريع: بعد التجارب البشرية الناجحة، يمكن نشر الهيبارين بسرعة كعلاج.
الفوائد المترتبة للعلاج
تقليل إصابات النخر: يمكن للترياق الجديد أن يقلل بشكل كبير من تلف الأنسجة الناتج عن لدغات الكوبرا.
تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة: من خلال إبطاء تأثيرات السم، قد يزيد الترياق من فرص البقاء على قيد الحياة لضحايا العضات.
تطبيق أوسع: يعتقد فريق البحث أنه من الممكن تطبيق هذه الطريقة على الثعابين السامة الأخرى، بما في ذلك الأنواع الأسترالية.
التطورات المستقبلية
يهدف فريق البحث إلى تطوير جهاز مشابه لـ "EpiPen" يمكن توزيعه على الأشخاص المعرضين لخطر لدغات الكوبرا. وهذا من شأنه أن يسمح بالعلاج الفوري بعد لدغة الثعبان، مما قد ينقذ الأرواح ويقلل من الإعاقات طويلة المدى.
على الرغم من أن البحث قد أُجري حتى الآن فقط على الفئران، فإن الفريق يأمل في التقدم إلى التجارب البشرية قريبًا. وإذا نجح هذا الترياق الجديد، فقد يلعب دورًا مهمًا في تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في خفض العبء العالمي لدغات الثعابين إلى النصف بحلول عام 2030.