عدي صافي - أسعفت يوم السبت فتاة من جنسية عربية إلى المستشفى
وهي تعاني من إصابات بالغة ونزيف في البطن، إثر مراجعتها شخصا يدعي أنه معالج روحي.
القضية التي أثارت الشارع الأردني فتحت الباب أمام قضايا
المشعوذين الذين يخدعون الأفراد باسم الدين ويوهمونهم بأكاذيب وخرافات.
فروخ: المجتمع الأردني لا يزال يصدق الخرافات
في هذا السياق، قال أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان علاء
الفروخ إن عصور ما قبل الميلاد كانت تعتقد أن من يعاني من أمراض نفسية هو مسكون
بأرواح شريرة، معبرا عن أسفه من أن مجتمعا متعلما مثل المجتمع الأردني لا يزال
يصدق هؤلاء المحتالين.
وبين أن مصطلح "المعالج الروحي" مصطلح خادع يستخدم
العاطفة الدينية لاستغلال الناس والاحتيال عليهم.وأكد أن الدين له آثار إيجابية على الشخص، لكن ما يسمى محاولات
"إخراج الجن" كثيرا ما تتضمن خروقات واعتداءات على الأشخاص.
اكتئاب الحمل تحول إلى اتهام بالحمل من "شيطان"
وذكر الفروخ قصة سيدة حامل راجعته بعد أن أخبرها أحد
المحتالين بأنها حامل من شيطان، واقترح عليها تناول عشبة معينة لإنزال الجنين،
لكنها رفضت.
وعندما توجهت إلى شخص مختص أقنعها بمراجعة الأطباء، ليتبين
أنها تعاني من اكتئاب الحمل، وليس من أي مسّ أو سحر كما تم إيهامها.
وأكد أن هناك العديد من الحالات التي تعرضت لتحرش جنسي من قبل
المحتالين، مبينا أن الكثير منهم يكذبون على الناس باسم الدين لتحقيق مصالح شخصية.
العجارمة: الفتاة تعرضت للضرب بالعصا ونزفت داخليا
من جهته، قال مدير طوارئ مستشفى الحياة زيد العجارمة، الذي
عالج فتاة من جنسية عربية، إن المريضة وصلت وهي تعاني من ألم شديد في البطن، وبعد
إجراء التصوير تبين وجود نزيف حاد في منطقة الكبد.
وبين أن الفتاة طلبت منه عدم إعادتها إلى الأشخاص الذين كانوا
معها، ليتضح أن الشخص الذي ادعى معالجتها كان يضربها بالعصا.
وأكد أن الكادر الطبي تواصل مع الأجهزة الأمنية ووحدة حماية
الأسرة، مشيرا إلى أن وضع الفتاة الصحي مستقر.
حالات متكررة وتحذير من اللجوء إلى الدجالين
وأشار العجارمة إلى أن هذه ليست الحالة الأولى من نوعها، إذ
مرت عليه العديد من الحالات المشابهة التي فيها يلجأ الأهالي إلى مشعوذين بدلا من
عرض أبنائهم على الأطباء المختصين، مما يعرض حياتهم للخطر ويؤخر العلاج الحقيقي