وضرب الزلزال البالغة قوته 7,7 درجات مدينة ساغاينغ في شمال غرب البلاد بعد ظهر الجمعة على عمق سطحي، بحسب ما أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. وبعد دقائق، ضربت هزّة ارتدادية بقوة 6,4 درجات المنطقة ذاتها.
"زلزال قوي" في ميانمار
وأحدثت الهزّات أضرارًا واسعة النطاق، خصوصًا في ميانمار، حيث انهارت أبنية وتصدّعت طرق فيما انهار أيضًا جسر "أفا" الشهير قرب مركز الزلزال.
بدوره، وجّه المجلس العسكري الحاكم في بورما نداء نادرًا من نوعه للحصول على مساعدات إنسانية دولية، فيما أعلن الطوارئ في 6 مناطق في البلاد.
وأفادت وكالة "فرانس برس" بأن قائد المجلس مين أونغ هلاينغ وصل إلى المستشفى الرئيسي في نايبيداو حيث تجري معالجة المصابين.
وخضع المصابون عند المستشفى الذي يضم ألف سرير، للعلاج في الشارع خارج المنشأة. وكان بعضهم يتلوون من الألم بينما استلقى البعض الآخر وبجانبهم أقارب يحاولون التخفيف عنهم.
وحاول مسؤول في المستشفى إبعاد الصحافيين، قائلًا: "هذه منطقة تضم عددًا كبيرًا من الضحايا"، فيما أفاد مسؤول آخر بأن مئات الجرحى وصلوا إلى المنشأة.
وقال طبيب لفرانس برس: "لم أر شيئًا كهذا من قبل. نحاول التعامل مع الوضع. أشعر بإرهاق شديد".
واكتظ الطريق المؤدي إلى المستشفى. وحاولت سيارة إسعاف المرور بين المركبات، فيما صرخ مسعف "أفسحوا الطريق لتتمكن سيارة الإسعاف من المرور".
وفي المتحف الوطني في نايبيداو، انهارت أجزاء من السقف فيما بدأ المبنى يهتز. وهرع الموظفون إلى الخارج حيث كان بعضهم يرتجف ويبكي فيما حاول آخرون الاتصال بأحبائهم.
انهيار ناطحة سحاب
وعبر الحدود في تايلاند التي نادرًا ما تشهد زلازل قوية، دفعت الهزات القوية سكان العديد من المدن للخروج إلى الشوارع وسط حالة من الذعر.
وفي بانكوك، انهار مبنى قيد الإنشاء من 30 طابقًا وعلق 43 عاملًا تحت أنقاضه، بحسب الشرطة ومسعفين.
وتحوّل المبنى الضخم الذي كان مخصصًا لمكاتب حكومية إلى كومة من الركام والمعدن في غضون ثوان، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بانكوك وشيانغ ماي، الوجهة السياحية الشهيرة، حيث انقطعت الطاقة لمدة قصيرة، سارع السكان الذين بدوا في حالة صدمة إلى الخارج إذ بدا عليهم الإرباك بشأن كيفية التعامل مع هذا الحدث الغريب على البلاد.
وقال ساي (76 عامًا)، الذي كان يعمل داخل متجر للتسوق عندما بدأت الهزة: "سارعت للخروج من المتجر مع عدد من الزبائن.. إنها أقوى هزة أشعر بها في حياتي".
تضرر أبنية
ودفع الزلزال رئيسة الوزراء التايلاندية بايثونغتارن شيناواترا إلى إعلان حالة الطوارئ في بانكوك، حيث تم تعليق بعض خدمات المترو والقطارات الخفيفة. لكن المطارات بقيت تعمل بشكل طبيعي.
وقالت رئيسة الوزراء في وقت سابق إنها قطعت زيارة رسمية كانت مقررة إلى جزيرة فوكيت (جنوب) لعقد "اجتماع طارئ" بعد الزلزال، بحسب منشور على منصة "إكس".
وشعرت دول في أنحاء المنطقة بالهزة بينها الصين وكمبوديا وبنغلادش والهند.