تخصيص جزء من المادة للقراءة الذاتية، أسوة بمنهاج اللغة الإنجليزية، لتخفيف العبء الأكاديمي على الطلبة وذويهم.
وأفاد المعلمون في تصريحات خاصة لبرنامج "بصوتك مع عامر الرجوب" الذي بث عبر إذاعة "عين"، أن اللجنة سبق أن خاطبت وزارة التربية والتعليم، ولجنة التربية النيابية، وجهات ذات صلة، دون نتائج ملموسة، ما دفعهم إلى إصدار توصيات جديدة أبرزها:
تخصيص جزء من المادة للقراءة الذاتية، أسوة بمنهاج اللغة الإنجليزية، لتخفيف العبء الأكاديمي على الطلبة وذويهم.
إعادة النظر في وزن المادة في المجموع الكلي (حاليًا 4%)، مؤكدين أن المادة تحمل قيمة وطنية وتعزز الهوية والوعي السياسي والتاريخي، خصوصًا في ظل ما يشهده الإقليم.
مراجعة شاملة للمحتوى للتخلص من التكرار والازدواجية، وتيسير فهم التسلسل الزمني للأحداث.
توضيح المطلوب من الأشكال والخرائط والصور والمخططات، التي سببت ارتباكًا في الميدان بسبب غياب توجيهات واضحة.
تهميش التواريخ غير الضرورية التي لا تضيف قيمة تعليمية حقيقية، وتثقل كاهل الطالب دون مبرر.
من جانبها، أوضحت والدة طالبة في الصف الحادي عشر أن مادة "تاريخ الأردن" أصبحت غير قابلة للإتمام في عام دراسي مزدحم، قائلة:
"المنهاج يتضمن ثلاث وحدات، موزعة على 124 درسًا في 115 صفحة، وصعب جدًا إتمامه خلال العام، خاصة مع التكرار والصور والتواريخ غير المهمة".
وأضافت أن "وحدة كاملة في الفصل الأول مكررة بشكل ممل، والأخيرة من الفصل الثاني تتناول القضية الفلسطينية بصورة إنشائية وغير مركزة"، مطالبة بحذف الوحدة الأخيرة من المادة لتخفيف الضغط
معلم تربية إسلامية: المادة أصبحت "دسمة" وغير متوازنة
وفي السياق ذاته، أشار الأستاذ ماهر، معلم التربية الإسلامية، إلى أن المنهاج الجديد بات "دسمًا" ولا يتناسب مع زمن الحصة أو طاقة الطالب، مؤكدًا:
"الكتاب شهد زيادة واضحة في عدد الصفحات والمحتوى، ما يصعب استيعابه إلى جانب مواد أساسية أخرى".
المركز الوطني لتطوير المناهج يرد: "المراجعة مستمرة ولا نُحمّل الطالب عبء التجريب"
وفي رد على استفسارات حول التعديلات الأخيرة على المناهج، قال مدير المركز الوطني لتطوير المناهج محمد كنانة إن تحديد حجم المحتوى في كل مادة يخضع لمعايير علمية وتربوية دقيقة، تراعي عدد الحصص، وخصائص الفئة العمرية، والنتاجات التربوية المستهدفة.
وفيما يتعلق بمنهاج التوجيهي 2008، أكد كنانة لـ"الدار"، أن الطبعات الأولى من أي منهاج تُعد طبعات تجريبية للمحتوى لا للطلبة، وهي ممارسة معمول بها عالميًا لجمع تغذية راجعة من الميدان لتحسين النسخ اللاحقة.
وأضاف أن ملاحظات الميدان التربوي محل اهتمام دائم، ويتم مراجعتها باستمرار لتطوير المحتوى وتحسين بنيته وهيكليته بما يتناسب مع قدرات الطلبة.
مراجعة مرتقبة وتخفيف محتمل
ولفت إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد مراجعة معمقة لجميع المناهج الدراسية بهدف "ترشيقها وتهذيبها"، دون الإخلال بجودتها أو أهدافها، مشددًا على أن التركيز سيكون على النوعية لا الكمية، وعلى مهارات التفكير العليا لا مجرد التلقين.