الاحتلال يرسم الجغرافيا بالنار في السويداء.. ما تبعات ذلك على الأردن؟

الجيش يحبط تهريب مخدرات
الجيش يحبط تهريب مخدرات

تقدير موقف.. تحركات "إسرائيلية" لاحتلال مدن الجنوب السوري ومخاطر تقترب من الأردن

ما بعد غزة.. توسع محتمل للاحتلال في لبنان وتهجير في الضفة
تل أبيب تحاصر غزة وتتمدد في لبنان.. وتحلم بمدن الجنوب السوري
الخطر يتصاعد.. مخاوف من موجة لجوء جديدة وعودة التهريب عبر الحدود الشمالية

الدار - عدي صافي 
في خضم تصاعد التوترات في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين قوات النظام السوري والدروز، من جانب، وبين قوات العشائر من جانب أخر، تتصاعد المخاطر التي تحيط بالأردن، لا سيما في ظل تحركات "إسرائيلية" متوقعة في مدن الجنوب.
الأردن بدأت تحركاتها الدبلوماسية مبكرا، حيث قادت حراكا إقليميا بغطاء دولي لضمان تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء وقطع الطريق أمام أطماع الاحتلال الإسرائيلي، الساعي إلى نيل مكاسب توسعية بزعم حماية الأقلية الدرزية.
ورغم التحركات والدعوات الدبلوماسية إلا أن الاقتتال على الأرض لا زال قائما، والمقاطع المصورة القادمة من السويداء تنذر بأخطار مستقبلية فيما يتعلق بانعدام الأمن وفقدان النظام.
مصادر مطلعة على مجريات الأحداث حذرت من مخاطر النزاع في السويداء، كاشفة عن معلومات خطرة تتحدث عن استعداد الاحتلال الإسرائيلي لإدخال قواته العسكرية برا إلى الجنوب السوري.
المصادر قالت لـ"موقع الدار" أن تل أبيب تسعى إلى السيطرة على مناطق (القنيطرة - المحاذية للجولان المحتل، ومن ثم السيطرة على محافظة درعا، وصولا إلى محافظة السويداء) لتشكل بذلك طوقا يصنع حدودا جديدة بسيطرة "إسرائيلية" شبه كاملة.
هذه الأحداث إن وقعت لن تقتصر على ذلك بل ستعيد تشكيل المخاطر القادمة من الشمال مثل تلك التي عانى منها الأردن طوال الثورة السورية وصولا إلى سقوط نظام الأسد، بل ربما ستكون أشد وطأة في ظل التواجد العسكري الإسرائيلي المحتمل، واحتمالية عودة عمليات تهريب المخدرات والسلاح على نطاق واسع، أو حتى موجة لجوء جديدة.
وفي تحركٍ أولي أرسلت القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، تعزيزات عسكرية كبرى على طول الحدود الشمالية، لضمان سلامة الحدود الأردنية ودرء أية مخاطر قادمة من الشمال.
مصادر أمنية لـ"الدار" أكدت أن التعزيزات العسكرية على الحدود الشمالية لن تسمح تحت أي ظرف من الظروف ببدء موجة لجوء جديدة إلى الأردن.
كما تحدثت المصادر عن أثر ما يجري في السويداء على ديمومة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بالتزامن مع انتهاء دوام طلبة المدارس في المملكة، معبرة عن قلقها البالغ من تراجع أعداد العائدين والذين كانت عودتهم ستشكل انفراجة للضغوطات التي تعاني منها البلاد.
مستقبل غزة وتوسع في لبنان
المصادر المطلعة ذهبت إلى أبعد من الشأن السوري وتطوراته، واشارات إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تنفيذ عمليات برية واسعة في الجنوب اللبناني تحت ذريعة عدم تسليم حزب الله لأسلحته.
وأوضحت أن الاحتلال يسعى للتوسع شمالا في لبنان وبسط نفوذ جديد على الأرض، في الوقت الذي يمارس فيه عملية خنق وتجويع في قطاع غزة ما تسبب بكارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
وأفادت أن الاحتلال يسعى من خلال تنفيذ خطة التجويع إلى إرغام أهالي القطاع على قبول التهجير نحو دول عدة، وذلك عبر تسيير سفن نقل بقرب شواطئ القطاع بالتزامن مع ارتقاء الأطفال جوعا على الأرض.
الضفة على صفيح ساخن
أما الضفة الغربية فالأوضاع بها لا تقل خطرا عمّا يجري، إذ أن عمّان على موعدٍ مع عمليات تهجير ناعم ستمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان المدن الفلسطينية وفقا لإجراءات محددة.
وقالت المصادر لـ"موقع الدار الإخباري" إن قوات الاحتلال تسعى للاستثمار بوجود عشرات الآف يحملون الجواز الأردني من أبناء الضفة الغربية، من خلال تشديد الخناق عليهم سعيا لإجبارهم على المغادرة نحو الأردن.
أما المرحلة الثانية من التهجير فستقوم على أساس عدم السماح بدخول أي مواطن فلسطيني غادر إلى المملكة في رحلة خاصة، سواء أكانت للعمل أم للسياحة أم لأي غرض آخر، لا سيما وأن مطار الملكة علياء يمثل المتنفس الوحيد لأبناء الضفة الغربية إلى العالم.
وتعتبر الأردن تهجير أبناء الضفة الغربية إلى المملكة حالة حرب، حسب ما أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي مرارا وتكرارا.
مطلعون على المشهد اعتبروا أن الاحتلال الإسرائيلي سيقدم على مثل هذه الخطوة ما لم يجد تحركا عربيا موحدا في طريقه يستطيع دحر هذه المخاطر حتى قبل وقوعها.
فيما يظل السؤال الأهم، هل سنكون على موعد مع شريط حدودي ممتد بوجود عسكري "إسرائيلي" أو تديره فصائل طائفية من قوى متنوعة، وما تبعات ذلك على الأردن.

أخبار متعلقة