ماذا ينبغي على حماس القيام به الان؟

هل يمكن أن تكون امريكا كفيل الدفا الموثوق؟

oYPd960GiAvJEquQsstgiUWPyl7sXlVcolqwe32Z
الدكتور حسن البراري

الدار -

الدكتور حسن البراري
يمارس التحالف الإسرائيلي-الأميركي دورًا واضحًا في هندسة وتنفيذ خطة تجويع منظم ضد أكثر من مليوني شخص في غزة كوسيلة لإجبار حماس على الامتثال السياسي. لقد اختار هذا التحالف سلاح التجويع بدلًا من التفاوض فحوّل الحصار إلى أداة إبادة بطيئة استهدفت الكرامة والصمود، لا فقط الغذاء والدواء.
واليوم، بعد أن قدمت حماس مرونة سياسية وتراجعت عن بعض من مطالبها، وعلى رأسها مطلب وقف فوري ونهائي للحرب، جاء ردها على مقترح ويتكوف إيجابيًا، لكنه مشفوع بملاحظات دقيقة وجوهرية. هذه الملاحظات ليست ترفًا تفاوضيًا، بل تمثل الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة لشعب أنهكته آلة الحرب وخذله العالم.
تدرك حماس ومن يقف في صفها بأن قبول المقترح الإسرائيلي-الأميركي بصيغته المجردة، ومن دون الملاحظات التي وردت في رد حماس، لا يعني سوى استسلام معلن، تتبرأ منه المقاومة وتلفظه الكرامة الوطنية. فمطالب حماس مشروعة، بل وضرورية لضمان حدّ أدنى من الحياة للفلسطينيين، بعدما فقدت منظمة غزة "الإنسانية" كلّ ما يمت للإنسانية بصلة، وتحولت إلى غطاء لسياسات الإذلال، إلى أن فضحها الواقع الدامي بمقتل أكثر من 600 فلسطيني خرجوا يطالبون برغيف خبز فكان الردّ عليهم بالرصاص.
لقد أصبح وقف الحرب ضرورة إنسانية وسياسية لا يمكن تأجيلها، لا سيما بعد استئنافها في مارس، حيث استُشهد منذ ذلك الوقت أكثر من 6175 فلسطينيًا حتى يومين مضيا. فكيف يمكن القبول بمقترح تم رفضه قبل استئناف هذه المجازر، وبعد هذه الفاتورة الدموية الباهظة؟ إن الاستمرار في تجاهل المطالب الفلسطينية الأساسية، هو حكم بالإعدام على أي أمل في سلام عادل أو استقرار دائم في هذه المنطقة الجريحة.
هل تصلح أمريكا لتكون ضامنا، اي كفيل دفا؟
في ضوء التطورات الأخيرة، يبرز موقف دونالد ترامب كعامل حاسم قد يُعيد رسم معادلة التوازنات، لا سيما بعد صعود شعبية نتنياهو داخل إسرائيل وتراجع نفوذ اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي. هذا التبدل في الداخل الإسرائيلي يفتح الباب أمام مقايضات سياسية كبرى قد تفضي إلى تليين المواقف المتشددة، وتمهد الطريق نحو اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع تزايد احتمالات هذا التحول، تتعزز قدرة واشنطن بقيادة ترامب على لعب دور الضامن الفعلي للاتفاق، لا من موقع الضغط فحسب، بل أيضا من موقع التأثير على القرار الإسرائيلي نفسه.

ومع ذلك فالتحدي الكبير هو في اليوم التالي! هنا نتساءل ماذا يريد ترامب؟ صفقة قرن جديدة؟ جائزة نوبل" تطبيع مفروض على دول عربية؟ ماذا عن الانقسام الفلسطيني، هل سيتسمر؟ وماذا عن الاصطفافات العربية بعد اليوم التالي؟ هذه تساؤلات كبيرة سأجيب عليها في مقال آخر.

أخبار متعلقة