عبر أبو عبده خلال حديث مع " الدار" عن فخره واعتزازه لما يقدمه من فن في الشارع العام في العاصمة الأردنية عمان، على مدار أكثر من سنتين، قدم فيها تراث الأردن الأصيل.
في حديث خاص لـ"الدار"، عبر أبو عبده عن فخره كلما لامست ريشته أوتار العود، قائلاً: "أغني للعاشقين، للحب، وللوطن، العود هو معشوقتي التي أتغنى بها"، وعلى مدار سنتين ونصف السنة ، ظل أبو عبده يجلس في وسط البلد، يعزف لجذب الزبائن إلى أحد المطاعم، محولًا الشارع إلى مسرحٍ يقدم فيه أروع الألحان.
المسيرة الفنية
عمل أبو عبده في القسم الموسيقي بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون لمدة 30 عامًا، وتقلد خلالها منصب رئيس الفرقة الملكية الأردنية للفنون الشعبية بين عامي 1985 و1995، قاد خلال هذه الفترة فرقة مكونة من 40 فردًا، مثلوا الأردن في 67 دولة حول العالم، لنقل هوية الوطن وتراثه إلى العالم، كما شارك في مهرجانات جرش على مدار سنوات عديدة، ليترك إرثًا فنيًا لا ينسى.
الفن في الشارع العام
بعد تقاعده، قرر أبو عبده أن يحمل رسالة الفن إلى الشارع، ليصبح أول فنان أردني يجلس في الطريق العام ويعزف للمارة، وعن سبب اختياره لوسط البلد، قال: "وسط البلد هو قلب عمان النابض، وهو مكان يجمع كل فئات المجتمع".
وأضاف أن تأثير الغناء على المستمع كبير، خاصة عندما يكون العازف هو المغني أيضًا، ويعزف على آلة العود التي وصفها بـ"معشوقته"، وأكد أن عمله هذا هو محاولة لتقديم "الفن الراقي" في زمن أصبح فيه الغناء والفن مجرد عرض شكلي عند البعض.
مواقف إنسانية مؤثرة
عند سؤاله عن أبرز المواقف التي مر بها، تذكر أبو عبده يومًا كان يعزف فيه، فجلست بجانبه سيدة في مقتبل العمر، وما إن سمعت الأغنية حتى انهارت بالبكاء، هذا الموقف أثر فيه، فأجهش هو الآخر بالبكاء دون أن يعرف السبب حتى الآن.
الفن رسالة الأحبة
يؤمن أبو عبده بأن الفن رسالة الأحبة، ويستشهد بمقولة وليم شكسبير: "احترس من هذا الرجل، إنه لا يحب الموسيقى"، بهذه الروح، يواصل العزف في شوارع عمان، حاملًا معه تراث الأردن وفنه الأصيل، ليظل رمزًا للعطاء والإصرار على إحياء الفن في قلوب الناس.