ميتّه ماري هالد، المُعدّة المشاركة للدراسة، أوضحت لوكالة "فرانس برس" أن هذه الخشخيشات تكشف عن جانب غير معروف من حياة الأطفال في سوريا القديمة، حيث كان الآباء يملكون خيارين لتسلية أطفالهم، إما إعطاؤهم أدوات بسيطة مثل الملاعق الخشبية أو الحجارة، أو شراء ألعاب مصنوعة باحتراف من السوق.
وقالت هالد إن هذه الألعاب ليست مجرد قطع طينية عادية، إذ تظهر على جوانبها علامات الصنع المحترف، ما يشير إلى أنها كانت تُنتج بأيدي حرفيين مهرة، وليس من قِبل الآباء. وتوضح أن جودة التصنيع تُثبت أنها لم تكن مجرد هواية، بل تجارة قائمة على إنتاج الألعاب للأطفال.
الدراسة التي نُشرت في مجلة "تشايلدهود إن ذي باست" تأمل بأن تُشجّع هذه الاكتشافات علماء الآثار على إعادة النظر في القطع الطينية القديمة، والتي كانت تُصنَّف في السابق على أنها تماثيل معبودة أو قطع زخرفية.
وتشير الباحثة إلى احتمال أن تكون بعض هذه القطع في الواقع ألعاباً طينية تُصنع لإسعاد الصغار، بما في ذلك تماثيل صغيرة مضحكة الشكل.
وتكمن صعوبة التعرف على طبيعة هذه الألعاب في كون معظمها وُجد على شكل شظايا خلال الحفريات الأثرية، ما يتطلب دراسة دقيقة لإعادة تشكيل هذه القطع، وفهم استخداماتها الأصلية.