هل يقف الأردن على أعتاب أزمة نزوح جديدة من الجنوب السوري؟

لجوء سوري - أرشيفية
لجوء سوري - أرشيفية

الدار -   حذر الوزير السابق وأستاذ النظرية السياسية الدكتور محمد أبو رمان من تصاعد التوترات في الجنوب السوري مما يحمل تهديدات مباشرة للأردن، على رأسها خطر اندلاع موجات نزوح جديدة قد تربك الاستقرار الداخلي وتنعش التنظيمات الإرهابية في الإقليم.
وقال أبو رمان، خلال استضافته في برنامج "صوت المملكة" الذي يقدمه الإعلامي عامر الرجوب، إن الأردن يتمسك بمصالحه الاستراتيجية والأمنية مع سوريا، ويقف قلبًا وقالبًا مع وحدة الدولة السورية، مؤكدًا أن أي تفكك أو تدهور أمني في سوريا سينعكس إقليميًا ويهدد الأردن مباشرة.


وأوضح أن الأردن يرفض أي حركة نزوح جديدة، مبينا أن القلق الأردني ينبع من احتمالين خطيرين: انهيار وقف إطلاق النار أو تدخل جهات خارجية في الجنوب، ما قد يعيد سوريا إلى مرحلة ما قبل التعافي، ويخلق فراغًا أمنيًا يسمح لعناصر مثل "داعش" بالتسلل مجددًا، كما حدث سابقًا في مخيم الركبان.


وأشار إلى أن الجنوب السوري، وبخاصة المنطقة الحدودية المحاذية للأردن، يعد محوريا في حسابات الأمن الأردني، خصوصًا في ظل نشاط داعش في البادية السورية.

وعبر أبو رمان عن مخاوف من سيناريو تدخل إسرائيلي محتمل لإقامة منطقة عازلة في درعا، عبر تفريغ بعض المناطق من سكانها، مشيرًا إلى أن ذلك يرتبط بشكل وثيق ما يحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل محاولات إعادة رسم خريطة النفوذ في الجنوب السوري.
وأكد أبو رمان أن الأردن دافع منذ البداية عن وحدة سوريا واستقرارها، ولعب دور وساطة هادئة مع النظام الجديد برئاسة أحمد الشرع، ساعيًا إلى تقريب وجهات النظر مع مكونات جنوبية كالدروز وأهالي السويداء، في ظل اهتمام خاص بالعلاقات مع هذا المكون المهم من المجتمع السوري.
كما لفت إلى أن الأردن عرض دعمه للنظام السوري الجديد في مختلف المجالات منذ البداية، وحرص على الربط بين دمشق والدول العربية تدريجيًا، إدراكًا بأن الواقع السوري قد تغير، وأن التعامل مع هذا الواقع يتطلب مرونة دبلوماسية وأمنية متزنة.
وختم أبو رمان أن هناك تنسيقًا قائمًا مع دمشق في ملفات حيوية مثل مصادر المياه والعودة الطوعية للاجئين، مؤكدًا أن الأردن ينتهج سياسة متزنة تحمي أمنه وتساهم في استقرار الإقليم دون الدخول في أزمات جديدة.

أخبار متعلقة