وذكرت هيئة الطيران الأردنية أنها تنظر إلى عملية تقييم المخاطر بشكل شمولي، وان التقييمات الأخيرة أظهرت أن مستوى المخاطر مقبول في الوقت الحالي، ما يتيح إعادة فتح الأجواء أمام حركة الطيران وتشغيل الطائرات المدنية".
وصباح الجمعة، اعترض الجيش الأردني عبر أنظمة الدفاع الجوية عدداً من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي للمملكة.
واليوم السبت استيقظ أهالي مدينة "إيدون" في اربد (80) كم شمال العاصمة، على حادثة سقوط شظايا من جسم غريب، ما أدرى إلى اختراق أحد المنازل وإصابة ثلاثة أشخاص، حالتهم العامة مستقرة، وفق بيان لجهاز الأمن العام الأردني.
وحول دلالات قرار هيئة الطيران المدني الأردنية بفتح المجال الجوي، يقول المحلل السياسي محمد الشياب إن لدى الأردن تعاون مع دول الإقليم واتصالات مستمرة يتخذ وفقها هكذا قرارات مهمة تتعلق بسلامة حركة الطيران، ولدى المملكة قدرات كبيرة في هذا الإطار بشرية وتقنية وفنية.
ويقول الشياب: إن فتح المجال الجوي الأردني بطبيعة الحال مرتبط بسلامة أجواء الجوار ومسار حركة الطائرات، وبالتالي القرار يأخذ صبغة إقليمية فالطائرات القادمة من أوروبا أو من شرق آسيا حتى تصل للأردن، ستمر في أجواء عشرات الدول.
ويرى الشياب أن قرار فتح الأجواء يستند بالتأكيد إلى معلومات لدى السلطات بأن العمليات العسكرية الجوية بين أطراف الصراع في المنطقة لن تحدث أثناء فتح المجال الجوي، وهي تستند إلى قراءات دقيقة عبر الأجهزة المختلفة، فطهران أو تل أبيب تخبر حلفائها بمواعيد ضرباتها، ولدى الأردن علاقات مفتوحة وتتسم بالثقة المتبادلة مع الكثير من الدول الحليفة لكلا الطرفين.
فيما يرى المحلل السياسي حسن جابر أن قرار الأردن بفتح مجاله الجوي يعود لحالة الاستقرار النسبية والمؤقتة في الحرب بين إسرائيل وإيران، قائلاً إن الأردن طور خبرة تراكمية في هذا الملف بالتخطيط لكيفية التعامل مع هذه الأزمات بما لا يعيق القطاع الجوي، بخاصة أن ما يجري يشكل موجة ثالثة من العمليات العسكرية الجوية المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
ويقول جابر: إن قرار الأردن فتح أجوائه مرتبط بفكرة منظومة الاستشعار الإقليمية والإنذار المبكر، والتي تشكل العامل الأهم في تأخير الرحلات الجوية أو إغلاق الأجواء.
ويردف بالقول إن لدى الأردن تعاون أمني كبير مع دول المنطقة سواء الخليجية وأبعد مع الولايات المتحدة الأمريكية، وجميعها لديها أنظمة استشعار مبكر، وبالتالي جميع تلك المنظومات الأمنية المتكاملة تشارك في مسألة التحذيرات، بخاصة إذا ما علمنا أن إسرائيل لم تخترق المجال الجوي الأردني في عملياتها على إيران.
وبعد قرار هيئة الطيران الأردنية فتح الأجواء، بدأت شركة الخطوط الجوية الرسمية الأردنية "الخطوط الملكية"، بتسيير رحلات إضافية إلى وجهات مختلفة، بهدف استيعاب المسافرين الذين تعذر سفرهم يوم الجمعة بسبب إغلاق المجال الجوي المؤقت، بحسب تصريحات للرئيس التنفيذي للشركة سامر المجالي.
وقال المجالي إن جدول الرحلات الأساسي استؤنف كالمعتاد صباح السبت، مع تسجيل بعض التأخيرات المحدودة على عدد من الرحلات المتجهة إلى دول الخليج وأوروبا، قائلاً إن الشركة تتابع تطورات الأوضاع الجوية والأمنية بالتنسيق مع هيئة تنظيم الطيران المدني، والأجهزة الأمنية، والقوات المسلحة، لتقييم الحاجة إلى أي تعديل في حركة الطيران.
وكان الملك عبد الله الثاني ترأس اليوم السبت، اجتماعا لمجلس الأمن القومي في بلاده، جرى خلاله بحث العدوان الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من تبعات على الإقليم، بحسب ما نشره الديوان الملكي اليوم.
وقال الملك عبد الله إن الهجوم الإسرائيلي يخالف القانون الدولي ويشكل تعديا على سيادة إيران، وسيكون له تبعات سلبية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار، مجددا التأكيد على موقف بلاده بأنها لن تكون ساحة حرب لأي صراع.
ووجه الملك، رئيس الوزراء/وزير الدفاع جعفر حسان إلى الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والتنسيق بين جميع أجهزة الدولة في التعامل مع الأحداث الراهنة، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات التي تضمن أمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها.
وفجر اليوم السبت أطلقت الأجهزة الأمنية في الأردن صافرات الإنذار، تزامنًا مع إطلاق صواريخ إيرانية باتجاه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإيراني، اليوم السبت، إن الموجة القادمة من الصواريخ ستشمل 2000 صاروخ، لافتا إلى أنها "لا تقل عن 20 ضعف حجم الإطلاق السابق".
وأعلن التلفزيون الإيراني، السبت، إطلاق الموجة السابعة من الهجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه أهداف داخل إسرائيل، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن رصد صواريخ قادمة من إيران.