مأساة مستمرة منذ 60 عاماً.. سكان "غور الحديثة" دون مياه وكهرباء

أهالي المنطقة يعتمدون إلى اليوم على الحمير لجلب المياه، ويقطنون بيوتًا من القصب لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.

الدار -   رغم دخول الأردن عصر التقدم والتطور، لا تزال عائلات في منطقة غور الحديثة شمال محافظة الكرك تعيش ظروفًا صعبة تشبه القرون الماضية، حيث يعتمدون حتى اليوم على الحمير لجلب المياه، ويقطنون بيوتًا من القصب لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء.
شكوى عبر "بصوتك": لا مياه ولا كهرباء ولا خدمات
إذاعة "عين"، وعبر برنامج "بصوتك مع عامر الرجوب"، سلطت الضوء على معاناة هذه العائلات، حيث أفاد المواطن أبو إيهاب، أحد سكان المنطقة، بأن عائلته تقيم في غور الحديثة منذ أكثر من 80 عاماً، وأن المنطقة غير منظمة، ولا تصلها أي خدمات أساسية، رغم المطالبات المتكررة للجهات الرسمية.
أمراض وتلوث وانتقال المياه عبر "الشاش"
أشار أبو إيهاب إلى أن المياه ملوثة وتُنقل عبر "الهائم"، ويجري تصفيتها عبر "الشاش" لإزالة الطحالب. 
كما أكد أن عائلته تضطر لاستئجار تنكات مياه كل شهرين، وهي غير صالحة للشرب، ما أدى إلى انتشار الأمراض.
الأطفال يسيرون على الأقدام والمدارس بعيدة

بسبب غياب النقل والخدمات، يضطر أطفال المنطقة للسير لمسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم الواقعة على الطريق الرئيسي.
رئيس البلدية: بدأنا الحل ولكن الأرض تعود لسلطة وادي الأردن
رئيس بلدية غور المزرعة، المهندس عبد الحميد المعايطة، أوضح أن البلدية حديثة العهد (عمرها عامان فقط)، وأن الأراضي التي تسكنها العائلات تعود لسلطة وادي الأردن، مما يمنع البلدية من تقديم الخدمات. 
لكنه أشار إلى أن البلدية نجحت في توسيع حدود التنظيم لتشمل هذه الأراضي، وسيبدأ العمل على ذلك منتصف 2025.
شركة مياه العقبة: لا خدمات للمناطق خارج التنظيم
المتحدث باسم شركة مياه العقبة، إياد الخصاونة، قال إن الشركة أعدت دراسة للمنطقة، لكن لا يمكن توصيل المياه لمناطق غير منظمة. 
وأضاف أن الخدمة تقتصر على المناطق التي لديها اشتراكات نظامية فقط.
دعوات لتنظيم الأراضي وتوزيع وحدات سكنية
فتحي الهويمل، ناشط في الأغوار الجنوبية ورئيس ائتلاف الجمعيات الخيرية، اعتبر أن المنطقة من الأشد فقراً وبطالة في الأردن. 
وطالب بتنظيم الأراضي وتوزيع وحدات سكنية لتأمين استقرار المواطنين، خاصة أن السكان يقيمون فيها منذ أكثر من 80 عاماً.
مياه ملوثة قد تحتوي على معادن ثقيلة
المهندس باسل أبو حمدية أوضح أن المياه المستخدمة في المنطقة غير صالحة للشرب، وقد تحتوي على معادن ثقيلة ملوثة. 
واقترح إنشاء محطات تحلية بسيطة بكلفة لا تتجاوز 5 آلاف دينار لتوفير مياه صالحة للاستخدام.
التشريعات تمنع توصيل المياه خارج التنظيم
سفيان البطاينة، أمين عام سلطة المياه، أكد التزام السلطة بتوفير المياه ضمن الصلاحيات القانونية.
 وبيّن أن المناطق خارج التنظيم لا يمكن تغطيتها إلا إذا تم تأمين مخصصات من موازنة اللامركزية.
عضو مجلس محافظة: نخصص موازنات سنوية للمياه
عضو مجلس محافظة الكرك، عبدالله الخنازرة، أكد أن هناك مخصصات سنوية للمياه في مناطق الأغوار، لكن تطبيق الحلول يحتاج إلى تنسيق بين الجهات.
شركة خاصة تتدخل: تحلية مياه وطاقة شمسية للسكان
في بادرة لافتة، تعهدت شركة خاصة خلال استضافتها في البرنامج بتجهيز محطة تحلية مياه، وتأمين أجهزة تبريد وطاقة شمسية لكافة سكان الحي مجاناً، ما قد يشكل انفراجة مؤقتة في أزمة إنسانية مزمنة.

أخبار متعلقة