وتكرر المشهد ذاته خلال عملية تسليم الرهائن الأخيرة، حيث حافظت كتائب القسام وسط حاضنة شعبية كبيرة "صدمت العالم"، أعقبت محاولات تشكيك في قدرة الحركة على إدارة قطاع غزة بعد الحرب، ودحر رواية الاحتلال في أن حماس دمرت وأضحت غير قادرة على القتال أو إدارة القطاع.
وبحسب العديد من المراقبين، أكدت الحركة في عملية تسليم الرهائن الأخيرة أنها تمتلك ماكينة إعلامية قوية جدا ومؤثرة أظهرت الحركة في مشهد المنتصر والمتحكم في مجريات المعركة، حيث حافظت على أرواح الرهائن رغم القصف الشديد الذي طال معظم القطاع وساوى المنازل في الأرض، وظهورا أمام شاشات التلفاز العالمية وهم بمظهر جيدا جدا وحالة صحية ممتازة.
وبهذه المشاهد، استطاعت الحركة أن تفرض أدوات وفرضيات جديدة لفن التفاوض في علم السياسة، تفيد بأن منطق القوة بالنسبة لحركات المقاومة هو من يحدد مسار الحرب ولا شيء غير ذلك.
أثر هذه الماكينة الإعلامية والمشاهد انعكس بشكل مباشر على الحكومة الإسرائيلية باستقالة إيتمار بن غفير وبتسائيل سموتيرش، احتجاجا على عدم استكمال الحرب وظهورهم بمظهر الخاسر والمهزوم، مما يعزز الفكرة الرئيسية التي بحثت عنها الحركة في السابق والحاضر والمستقبل بأنها فكرة والفكرة لا تموت.