الشرع تصدر قوائم الإرهاب الأمريكية

الجولاني وربطة العنق الأنيقة.. هل يسير على خطى كاسترو؟

أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني"
أحمد الشرع "أبو محمد الجولاني"
قارن مراقبون بين رئيس الإدارة السورية الحالية وقائد تنظيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، وبين الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو، من حيث كيفية الوصول إلى الحكم والسلطة، وأسلوب التواصل كحركة ثورية

الدار -   خاص

قارن مراقبون بين رئيس الإدارة السورية الحالية وقائد تنظيم هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، وبين الرئيس الكوبي الراحل فيدل كاسترو، من حيث كيفية الوصول إلى الحكم والسلطة، وأسلوب التواصل كحركة ثورية تمثل الطبقة الكادحة والمظلومة في كل من كوبا وسوريا.
ويراهن العديد من الساسة على قدرة الهيئة الحاكمة في سوريا، بقيادة الجولاني، على الاستمرار، رغم الدعم الأمريكي والدولي الذي رافق وصوله إلى السلطة وإسقاط نظام بشار الأسد، الذي خسر المعركة خلال ساعات قليلة من المواجهة مع فصائل المعارضة، في مشهد فاجأ العالم.
تبرز المفارقة الغريبة في الدعم الأمريكي والدولي لهيئة تحرير الشام، التي انشقت عن الجيش السوري الحر، حيث كان قائدها "المتشدد" أحد مقاتلي تنظيم داعش في العراق، واعتُقل لسنوات. كما تصدّر قوائم الإرهاب الأمريكية والغربية، ولكنه الآن يلتقي رؤساء العالم ووزراء الخارجية بصفته مدنيًا، متحولًا في مظهره من البدلة العسكرية إلى البدلة الرسمية وربطة العنق "الغربية"، في إشارة إلى مستقبل العلاقة "الحميم" مع العالم وأسلوب التواصل مع الساسة في الإقليم والعالم.
إقليميًا، يواجه الجولاني العديد من التحديات للبقاء والاستمرار، في ظل الاشتباكات المسلحة على الحدود مع تركيا بسبب وجود حزب العمال الكردستاني، فضلًا عن التحديات التي تمثلها إيران، التي دعمت بقوة نظام الأسد، حيث تمتلك قواعد ومقار عسكرية تتبع الحرس الثوري الإيراني. إلى جانب ذلك، يبرز الخطر الإسرائيلي، الذي لم يتوانَ عن استهداف المناطق التي يعتبرها تهديدًا لها، ضاربًا عرض الحائط بقواعد القانون الدولي.
وبعيدًا عن الخلاف مع النظام السوري السابق، بارك الأردن التغيير في دمشق. وكان وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، أول وزير عربي يلتقي الجولاني، معبّرًا عن دعم الأردن للجارة الشمالية، وباحثًا سبل التعاون في مجالات الطاقة والتبادل التجاري، إضافة إلى مواجهة خطر تهريب المخدرات عبر الحدود. وقد أعلنت الإدارة السورية، بالتزامن مع الزيارة، تدمير وإتلاف كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تُصنع في سوريا.
وفي العراق، حرص الرئيس محمد شياع السوداني على مراقبة الأحداث بحذر، مع الحفاظ على علاقة جيدة مع الجارة السورية، نظرًا للتحديات الأمنية، وأبرزها الحد من خطر التنظيمات المسلحة وتنظيم داعش.
جميع هذه التحديات تعتمد على قدرة الجولاني في تشكيل حكومة وطنية تُرضي جميع الأطراف، وتنظيم مؤتمر وطني يؤسس لمرحلة مدنية سياسية جديدة في سوريا، قادرة على إقناع السوريين أولًا بقدرتها على قيادة المرحلة الانتقالية، ومن ثم كسب دعم الإقليم والعالم.

أخبار متعلقة