ووفقا لتقرير نشرته قناة "مكان" العبرية أبلغ الجنود الأربعة من لواء "ناحال" قادتهم أنهم غير قادرين نفسيا على العودة إلى غزة بعد مشاركتهم في جولات قتالية متعددة، مشيرين إلى صدمات نفسية ناجمة عن تجاربهم في الحرب، ورغم تقرير طبي أكد أهليتهم، قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي معاقبتهم بالسجن وإبعادهم عن الخدمة القتالية.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحديات متزايدة، بما في ذلك نقص القوى البشرية نتيجة الإرهاق وارتفاع حالات الرفض، وتشير تقارير إلى ظهور ظاهرة "الرفض الرمادي"، حيث يلجأ بعض الجنود إلى أعذار صحية أو عائلية لتجنب العودة إلى القتال، مما يعقد جهود الجيش في استمرار العمليات.
وتشهد إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 تصعيدا عسكريا مكثفا في قطاع غزة، حيث أسفرت العمليات العسكرية عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، معظمهم من المدنيين، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، وفقارلتقارير وزارة الصحة في غزة. وفي المقابل، واجه جيش الاحتلال الإسرائيلي تحديات كبيرة، بما في ذلك خسائر في صفوفه وتزايد حالات الإرهاق النفسي والبدني بين الجنود، خاصة جنود الاحتياط الذين استُدعوا لفترات طويلة.
وشارك لواء "ناحال" وهو أحد أبرز ألوية المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بشكل مكثف في العمليات البرية في غزة، حيث تعرض أفراده لضغوط نفسية وعملياتية هائلة، وفي مايو 2025، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 11 جنديا من الكتيبة 50 في لواء "ناحال" رفضوا العودة إلى غزة، وتم الحكم على ثلاثة منهم بالسجن مع وقف التنفيذ بعد محادثات مع قادتهم.
ووفقا لدراسة أجرتها جامعة تل أبيب في مايو الماضي، فإن حوالي 12% من جنود الاحتياط الذين شاركوا في العمليات بغزة يعانون من أعراض حادة لاضطراب ما بعد الصدمة، مما يجعلهم غير قادرين على مواصلة الخدمة العسكرية.
وتعد هذه الحالة ليست الأولى، حيث تزايدت حالات الرفض بين الجنود الإسرائيليين، سواء لأسباب نفسية أو أخلاقية، مع تصاعد الجدل حول استمرار الحرب وتأخير المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.
تتزامن هذه التطورات مع ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل وحركة "حماس" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث أكدت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة، بينما يصر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار العمليات العسكرية.