الأردن نبض طبي يخفق في قلب غزة... رد شافٍ للمشككين

الدكتور محمد حسن الطراونة
الدكتور محمد حسن الطراونة
الدار -   نؤكد أن التشكيك في الدور الأردني تجاه قطاع غزة يتلاشى أمام حجم العطاء الطبي والإنساني المتواصل، الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من الموقف السياسي الأردني الراسخ. فالأردن، بقيادته الحكيمة، وشعبه المعطاء، وقطاعه الطبي المتفاني*، يُشكل شريان حياة لا ينضب لغزة، ليس فقط بما تم إنجازه، بل بالعمل الدؤوب والمستمر لمواجهة كارثة إنسانية ومجاعة مفتعلة. إن كل جهد يُبذل هو رد قاطع وعملي على كل من يحاول التقليل من حجم هذا الالتزام الأخلاقي والإنساني، والسياسي الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.*

جسر الإغاثة الأردني: دعم طبي شامل ومستمر
ونشير  إلى أن الدعم الأردني لغزة يُعد نموذجاً للتضامن الفاعل، موضحاً ذلك من خلال محاور رئيسية:
 * قوافل الإغاثة الجوية والبرية: "قوافلنا الإغاثية، المحمّلة بالآلاف من أطنان الأدوية والمستلزمات الطبية الحيوية والمواد الغذائية، لا تتوقف. تصل هذه المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وبالإنزالات الجوية التي تنفذها القوات المسلحة الأردنية، لتُشكل شريان حياة لأهلنا المحاصرين."
 
* المستشفى الميداني والخدمات الطبية الملكية: "مستشفانا الميداني في غزة، الذي تُديره الخدمات الطبية الملكية الأردنية بكفاءة عالية، يعمل بلا توقف منذ سنوات. أطباؤنا العسكريون والمدنيون يُقدمون جهوداً جبارة، يستقبلون الجرحى والمصابين، ويُجرون العمليات الجراحية المعقدة، مخففين الضغط الهائل عن المستشفيات المنهكة. التزامنا بدعمه وتطويره مستمر."
 
* مبادرة "الممر الطبي الأردني": "بتوجيهات ملكية سامية، يستقبل الأردن الجرحى والمصابين ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني". لقد نظمت جمعية المستشفيات الخاصة مؤخراً استقبال الدفعة السابعة من أطفال غزة المرضى والمصابين، ليرتفع العدد الإجمالي للمستقبلين في المستشفيات الخاصة إلى 112 طفلاً برفقة 241 مرافقاً منذ آذار الماضي. نحن ملتزمون باستقبال 2000 طفل للعلاج، وهذا التزام سنوفيه بإذن الله."
 
* الدعم الدبلوماسي: "جهودنا الدبلوماسية لا تقل أهمية، فالأردن يعمل بلا كلل في المحافل الدولية لحشد الدعم، والدعوة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات دون قيود. هذا الجهد هو أساس إيجاد حلول جذرية للأزمة، ويعكس موقفنا السياسي الثابت تجاه القضية الفلسطينية."

أطباء الأردن: عطاء يتجاوز الواجب والعمل في الميدان
نثني على الدور المحوري للأطباء الأردنيين ونقابتهم، مؤكداً أن عطاءهم لا ينقطع:
 
* مبادرات نقابة الأطباء: "أطلقت نقابة الأطباء الأردنية مبادرات إنسانية وطبية بقيمة 350 ألف دينار أردني لدعم المستشفيات والمراكز الصحية في غزة، ولتقديم المساعدة للحالات الإنسانية. هذا التزام مهني ومجتمعي متواصل."
 
* إعادة تأهيل مجمع الشفاء الطبي: "من أبرز إنجازات لجنة "أطباء من أجل القدس" تبرعنا لـترميم وإعادة بناء قسم المناظير في مجمع الشفاء الطبي، وهو دعم حيوي يُعزز القدرات التشخيصية والعلاجية. إن دعم أشقائنا في غزة هو واجب إنساني ووطني، وسنستمر في توفير الاحتياجات الطبية."
 
* وفود الأطباء الأردنيين: "إلى جانب أطباء الخدمات الطبية الملكية، تُرسل وفود من الأطباء الأردنيين المتخصصين للعمل ميدانياً في غزة، مقدمين خبراتهم في الجراحة والطوارئ وغيرها من التخصصات الحيوية. هم يعملون بتفانٍ رغم الظروف الاستثنائية، ويُقدمون خدمات طبية لا تُقدر بثمن."
 
* تلاحم الشعب والأطباء: "تبرعات الشعب الأردني بالدم تُشكل رافداً مهماً للمستشفيات في غزة، وتُجسد عمق العلاقات الأخوية. هذه الحملات مستمرة، وتُظهر تلاحم الشعب مع أشقائه."
 
* شكر وتقدير من غزة: "كلمات الشكر التي تلقيناها من أطباء مجمع الشفاء الطبي في غزة لجلالة الملك والشعب الأردني تُعطينا دافعاً أكبر. هذا التقدير من قلب المعاناة هو الرد الأقوى على أي تشكيك."
معركة المجاعة: حليب الرضع ينقذ حياة أطفال غزة.. والمزيد قادم

نشدد على أولوية مواجهة المجاعة، خاصةً ما يتعلق بأطفال القطاع:
 * الهيئة الخيرية الهاشمية شريك استراتيجي: "في ظل المجاعة التي فرضها الاحتلال الصهيوني، وسط عجز أو تواطؤ دولي، تُعد جهود إيصال المساعدات الغذائية للأطفال أولوية. لعبت الهيئة الخيرية الهاشمية دوراً محورياً في إيصال الدعم الحيوي."
 * حليب لإنقاذ الأطفال: "بفضل التعاون مع جمعية أطباء الأطفال الأردنية والاتحاد العالمي لجمعيات أطباء الأطفال (IPA)، تم إيصال 2400 علبة من حليب الرضع والتركيبات الخاصة. هذا الرقم يُمثل حياة آلاف الأطفال المهددة، ونحن نعمل على تأمين دفعات أكبر وأكثر انتظاماً لمواجهة هذا التحدي الإنساني المتزايد."
تعزيز التنسيق الإغاثي: لقاءات مستمرة لفعالية أكبر
"لتعزيز العمل الإغاثي المشترك، التقت لجنة "أطباء من أجل القدس" مع الهيئة الخيرية الهاشمية. هدفنا هو تنسيق الجهود وتوحيد الرؤى لزيادة فعالية العمل الإغاثي، وضمان وصول المساعدات بأكبر قدر من الكفاءة والتنظيم. هذا التكامل بين مختلف الجهات الأردنية هو سر قوة استجابتنا، واللقاءات مستمرة لضمان أقصى درجات الوصول والتأثير."

ونختم حديثنا مؤكدين: "إن تضافر هذه الجهود الأردنية والدولية يُعد بصيص أمل لأطفال غزة وجميع المتضررين. يؤكد هذا التضامن أن الإنسانية لا تعرف حدوداً، وأن الجهود المشتركة هي السبيل الوحيد لتجاوز المحن والأزمات. وليعلم الجميع أن الأردن كان ولا يزال وسيبقى، بفعل لا بالقول، سنداً وعوناً لأشقائنا في غزة، وأن عملنا مستمر وغير منقطع، ولن يُثنينا عن واجبنا أي تشكيك. فالعمل الإنساني والطبي هو رسالة مقدسة لا تقبل التوقف، وجزء لا يتجزأ من موقف الأردن الثابت والواضح سياسياً تجاه القضية الفلسطينية."

أخبار متعلقة