هلالات يكتب: السياحة الأردنية تموت واقفة... والمسؤولون ما زالوا يختارون مقاعدهم

حسين هلالات - نائب رئيس جمعيه الفنادق الاردنيه
حسين هلالات - نائب رئيس جمعيه الفنادق الاردنيه
الدار -   بينما تتنافس الدول من حولنا على جذب السائح، وتغريه بالعروض والابتسامات، نجد بعض الدول الأوروبية – كإسبانيا – قد بدأت بطرد السياح!
أما الأردن، بما يملكه من ثقافة، وتاريخ، وجمال، وأمن... فهو يخسر يوميًا جزءًا من روحه، في ظل صمت رسمي مرعب.
فلسطين ما زالت محتلة، وسوريا مدمَّرة، ولبنان منهك... ورغم ذلك، السياح يتوافدون إلى تلك البلاد.
أما نحن؟ ففنادق تُغلق أبوابها واحدًا تلو الآخر، وشركات سياحة تبيع الكرسي الذي كانت تستقبل عليه الوفود!
ما يحدث لم يعد أزمة... بل انتحار جماعي لقطاع بأكمله.
الفنادق؟ تُقدِّم عروضًا أقرب للصدقة... ولا أحد يطرق أبوابها.
شركات السياحة؟ حولت مكاتبها إلى مقاهٍ حتى لا تُغلق.
الأدلاء السياحيون؟ باتوا يشرحون تاريخ البترا للجدران... من شدة القهر.
النقل السياحي؟ الحافلات تُستخدم لنقل الولائم بدلًا من السياح.
المجتمعات المحلية؟ القرى السياحية ماتت... لا دخل، ولا زوار، ولا أمل.
المطاعم؟ الطاهي يطبخ لنفسه، والنادل يفكر بالعمل في خدمات التوصيل.
محلات التحف؟ التماثيل باتت تواسي بعضها بعضًا.
الموظفون؟ بعضهم انسحب، وآخرون ينتظرون "راتبًا إن أتى".
وما هو أقسى من كل ذلك؟ أنه لا توجد خطة إنقاذ حقيقية!
لا تحرك، لا خطة طوارئ، ولا ردة فعل بمستوى الكارثة.
القطاع ينهار أمام أعيننا، ومع ذلك، ما زالت بعض الجهات تُفكّر بعقد "اجتماع لتشخيص واقع القطاع السياحي"!
نحن لا نحتاج إلى تشخيص… بل إلى صدمات كهربائية تُعيد النبض لهذا الجسد المحتضر!
والمصيبة الأكبر؟ إلغاء الطيران منخفض التكلفة، وكأنها رسالة رسمية مفادها: "لا نرغب في استقبال السياح!"
نريد من السائح أن يدفع أكثر، ويتكبد عناء السفر، ويتحمل التكاليف... ثم نتساءل: لماذا لا تعمل السياحة؟!
الجواب واضح: نحن من أغلق الأبواب بأيدينا.
فتحنا باب الأعذار… وأغلقنا باب الفعل.
فأين صوتنا كسياحة؟
أين دور سفاراتنا؟
أين السفراء؟
أين الجهد الوطني الشامل؟
السياحة ليست عملًا ثانويًا... بل هي العجلة التي تُحرّك الاقتصاد، وتُطعم آلاف الأسر.
واليوم، هذه العجلة مكسورة... ونحن نضيع الوقت بين التأجيل والتردد والسبات.
الرسالة واضحة: نُريد إنقاذًا... لا تعزية.
- أعيدوا تفعيل رحلات الطيران منخفض التكاليف، فورًا
- أطلقوا حملات دولية محترفة وجاذبة
- فعّلوا دور السفراء، لا أن يقتصر دورهم على رفع التقارير
- قدّموا التسهيلات للمستثمرين بدلًا من وضع العقبات
- ضعوا خطة محددة بزمن واضح، لا "سندرس الموضوع"
- استمعوا لكل صوت في هذا القطاع… من موظف الاستقبال، إلى سائق الحافلة، إلى صاحب متجر التحف
السياحة الأردنية لم تمت وحدها… بل تُدفن يوميًا بقرارات باردة، وصمت قاتل، ومناكفات إدارية لا تُشبع جائعًا ولا تحيي قطاعًا.
والسؤال الذي يجب أن يُسأل الآن:
إذا فقدنا السياحة… فماذا تبقى لنا من الأمل؟

أخبار متعلقة