العياصرة يكشف تفاصيل قضية "مؤتة العسكري" ومحاولة اغتيال الراحل الحسين

 

الدار -  كشف عضو مجلس الأعيان عمر العياصرة تفاصيل ما يُعرف بـ"قضية مؤتة العسكري"، التي تعود إلى عام 1993، حين خططت مجموعة من طلبة جامعة مؤتة/ الجناح العسكري، لمحاولة اغتيال الملك الراحل الحسين بن طلال.
وفي حديثه لبودكاست "منعطف" مع الدكتور محمد أبو رمان، قال العياصرة إن الحادثة وقعت في سياق سياسي مشحون، تزامن مع تأثير الهجمات التي شنها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على إسرائيل، وحرب الخليج، والانتفاضة الفلسطينية، وانتخابات عام 1989، ما أدّى إلى صعود في الخطاب الديني، خاصة بين طلبة الجامعات.
تفاصيل "مؤتة العسكري"
أكد العياصرة أنه لم يكن منخرطًا مباشرة في الأحداث، وقرر الانسحاب من الجامعة قبل وقوع المحاولة، لأسباب فكرية مرتبطة بتوجهات سلفية متشددة. إلا أنه، وبسبب شخصيته وتأثيره في تلك الفترة، تم ربطه بالقضية رغم انسحابه المبكر.
وأوضح أن مجموعة من الشبان، بدافع الحماسة لإقامة "دولة إسلامية"، خططوا لتنفيذ محاولة الاغتيال خلال حفل تخريج في جامعة مؤتة، لكنها فشلت، وتم اعتقالهم لاحقًا لدى دائرة المخابرات العامة.
ونفى العياصرة وجود أي علاقة بين هؤلاء الشبان وحزب التحرير أو الجماعات المتطرفة، مؤكدًا أن القضية انتهت ببراءته وبراءة المجموعة بعد شهادة شخصيات سياسية وأمنية، بسبب عدم اكتمال الإجراءات القانونية، ما دفع محكمة التمييز لطيّ الملف بالكامل.
واعتبر العياصرة أن هذه القضية مثّلت بداية "الطلاق" بين الدولة الأردنية وجماعة الإخوان المسلمين، رغم بقاء حركة حماس في الأردن. 
وفي الوقت ذاته، بدأ انتشار الفكر السلفي الجهادي، الذي اقترب منه العياصرة لفترة، قبل أن يبتعد عنه ويلتزم بالخط الإخواني بشكل أقرب، وسط صراع داخلي بين التوجهات الفكرية.
من "البكب" إلى البرلمان
العياصرة تحدث أيضًا عن التحول الكبير في مسيرته خلال الربيع العربي، واصفًا تلك المرحلة بأنها "حركت الحجر"، حيث شارك في الحراك الشعبي، وألقى خطابات من على ظهر "بكب"، وظهر في العديد من وسائل الإعلام، سواء ضيفًا أو مقدمًا.
وقال إن الإعلام قرّبه من الشارع والحكومة في آنٍ واحد، وإن عمله في مؤسسات إعلامية قريبة من الإخوان فجّر طاقاته وساعده على الدخول في العمل السياسي، حيث بدأ طموحه النيابي يتبلور خلال تلك الفترة.
وأشار إلى أن الربيع العربي جعله أكثر اقترابًا من الشعبوية، وهي سلاح ذو حدين، مضيفًا أن الحراك الشعبي شكّل ركيزة أساسية دفعته لاحقًا إلى دخول العمل البرلماني.
الترشح للنيابة ونظرية "الصوص ومرقته"
وفي معرض حديثه عن ترشحه للانتخابات النيابية عام 2016، قال العياصرة إن القرار فرض عليه مراجعة علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن المعارضة أسهل وأكثر ربحًا ماديًا من العمل البرلماني.
وأوضح أنه قرر الانتقال من الحراك إلى التشريع، ومن النظر إلى الأردن كساحة احتجاج، إلى وطن يحتاج للدفاع عنه من داخل المؤسسات. 
وأضاف: "كلفة الدفاع عن الدولة أكبر من كلفة معارضتها، ولكنها أكثر فائدة على المدى البعيد".
وأشار إلى أنه خلال تجربته التشريعية، أتاح له القرب من صانع القرار فهم طريقة التفكير الرسمية، مستشهدًا بـ"نظرية الصوص ومرقته"، التي تعكس محدودية الخيارات لدى الدولة.
وقال: "أسهل شيء أن تبيع الناس كلامًا عاطفيًا... اليوم أفكاري تنطلق من قناعاتي الشخصية، وأتفهم وجهة نظر الدولة".

"الوزير اللا وزير" وسقوط الحقيبة
وفي ما وصفه بـ"المنعطف المؤلم"، تحدث العياصرة عن فشل تسلمه حقيبة وزارية في حكومة بشر الخصاونة، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان هي من سربت فيديو له يعود إلى الربيع العربي، ظهر فيه وهو يتحدث بسقف عالٍ.
وأضاف أن التسريب أثار ضجة في الشارع الأردني، وأدى في النهاية إلى استبعاده من التشكيل الوزاري، مضيفًا أن بعض نواب الإخوان احتفلوا بعدم منحه المنصب.
واختتم العياصرة حديثه بالقول: "تفهمت ما جرى... والسياسي يجب أن يتحول من قصة النكاية إلى مشروع بناء".