وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، إن خيار الوقوف سيكون عبر «المقاعد المبطنة» المصممة على شكل دراجة هوائية للركاب والتي تسمح للراكب بالانحناء بزاوية دون الجلوس تماماً، وقد يتم طرحها في وقت مبكر من عام 2026.
ومع ذلك، فإن «مقاعد الوقوف» فقط ليست مقاعد الطائرات الغريبة الوحيدة التي تصدرت عناوين الأخبار في الأشهر الأخيرة، ففي شباط/فبراير الماضي كشفت شركة «إيرباص» عن تعاونها مع شركة «تشيز لونج» الإسبانية الناشئة من أجل إنتاج طائرات بطابقين، حيث تضم مقاعد مكدسة فوق بعضها البعض من أجل استغلال أمثل للمساحة المتاحة داخل قمرة الطائرة.
ويتميز هذا التصميم (الطابقين) بصف واحد من المقاعد على منصة مرتفعة، يليه صف آخر على مستوى عادي، وهكذا.
وأثارت الفكرة الجديدة جدلاً واسعاً بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، حيث علق أحدهم قائلاً: «آخر ما أريده أثناء الطيران هو أن أعلق في منطقة ضيقة».
ويأتي مفهوم المقاعد ذات الطابقين من أليخاندرو نونيز فيسينتي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة تشيز لونج، الذي قال إن شركته تستكشف «مفاهيم في مراحلها المبكرة» مع إيرباص.
وصرح فيسينتي في منشور على شبكة «لينكدإن» قائلاً: «بعد أربع سنوات من السعي لتحقيق حلمي بتحسين تجربة الركاب ومنحهم ما يستحقونه، يسعدني اليوم الإعلان عن هذا».
وأضاف: «إنه فجر عصر جديد للطيران التجاري، لذا آمل أن تكونوا متحمسين مثلنا لهذا الإعلان، وأن تتمكنوا قريباً من عبور السماء في مقعد أكثر راحة واتساعاً على طابقين».
وبدأ فيسينتي، الذي درس الهندسة الصناعية في جامعة برونيل بلندن، في بناء أول نموذج أولي لمقعد طائرة يدوياً في عام 2021 باستخدام «مجموعة من الألواح الخشبية».
ووفرت «Chaise Longue» نموذجاً رقمياً عبر الإنترنت للتصميم، والذي يتيح لمستخدمي الإنترنت مشاهدة نموذج مجسم لمقصورة طائرة. ووفقاً لهذا المفهوم، سيُقرر الركاب ما إذا كانوا يحجزون المقاعد العلوية أم السفلية.
ومن الصور الترويجية، يبدو أن ركاب المقاعد السفلية سيحظون بمساحة واسعة للأرجل، لكن مساحة أقل خلفهم للإمالة. وفي المقابل، سيحظى ركاب المقاعد العلوية بمساحة كبيرة للتمدد، لكن مساحة أقل للأرجل.
ومع ذلك، نظراً لأن رأس الراكب السفلي سيكون خلف ظهر زميله المسافر مباشرةً، فقد تكون المقاعد العلوية أكثر شعبية. وعلاوة على ذلك، سيُظهر ظهر كرسي أحد الركاب في المقاعد السفلية عالياً، ما قد يزيد من الشعور بالخصوصية أو يُسبب لهم رهاب الأماكن المغلقة.
وسيحصل كل راكب على مساحة تحت مقعده لوضع أمتعته، لكن ركاب الصف السفلي سيحصلون على مساحة إضافية صغيرة أمامهم أيضاً.
ومن الجدير بالذكر أن التصميم يُلغي حجرات الأمتعة العلوية للاستفادة القصوى من ارتفاع مقصورة الطائرة.
وصرح فيسينتي لشبكة «سي إن إن» بأنه ليس في مهمة القضاء على مقاعد الطائرات التقليدية. وبدلاً من ذلك، يتصور مقصورة يكون مفهومه في المنتصف، محاطاً بصفين من مقاعد الطائرات التقليدية، لكنه أقر بأنه «لا يزال هناك الكثير من التطوير في المستقبل».
كما أعرب عن امتنانه لشركة إيرباص لأنها ترى «الإمكانات الحقيقية للمقاعد ذات المستويين»، مضيفاً أنه «منفتح على التعاون» مع شركات طيران أخرى.
وأكدت «إيرباص» هذا التعاون، لكنها لم تقدم سوى تفاصيل ضئيلة حول المشروع.
وصرح متحدث باسم إيرباص: «تستكشف تشيز لونج بعض المفاهيم المبكرة مع إيرباص حول حلول المقاعد ذات المستويين لطائرات إيرباص التجارية». وأضاف المتحدث: «نظراً لطبيعة هذا المستوى في المرحلة المبكرة، تفضل إيرباص عدم الإدلاء بمزيد من التعليقات في هذه المرحلة».