واعتمدت التجربة التي شملت 84 مريضة من 23 مركزا طبيا بريطانيا، على إعطاء العلاج الكيميائي متبوعا بعقار "أولاباريب" الموجه مع ترك فاصل زمني مدته 48 ساعة بينهما.
وهذا التوقيت الدقيق أثبت أنه العامل الحاسم في النتائج المذهلة، حيث سمح لنخاع العظم بالتعافي من آثار العلاج الكيميائي بينما ظلت الخلايا السرطانية عرضة لتأثير العقار الموجه. وكشفت النتائج التي نشرتها مجلة Nature Communications أنه بعد ثلاث سنوات من المتابعة، لم تسجل سوى حالة انتكاسة واحدة بين 39 مريضة تلقين البروتوكول الجديد، بينما حققت المجموعة نسبة بقاء كاملة بنسبة 100%. وللمقارنة، بلغ معدل البقاء في المجموعة الضابطة - التي تلقت العلاج الكيميائي التقليدي دون إضافة "أولاباريب" - 88% بعد ثلاث سنوات.
وهذه الفروق الواضحة تبرز الأهمية السريرية للنهج الجديد الذي قد يشكل نقلة نوعية في علاج هذه الأنواع العدوانية من السرطان.
كما أن النظام العلاجي الجديد يحمل بعدا اقتصاديا مهما، حيث تقلص مدة استخدام عقار "أولاباريب" المكلف من 12 شهرا بعد الجراحة إلى 12 أسبوعا قبلها، ما قد يوفر ملايين الدولارات على أنظمة الرعاية الصحية.
ويصف البروفيسور جان أبراهام، رئيس الفريق البحثي، النتائج بأنها "نادرة وغير مسبوقة" في مجال علاج هذه الأنواع العدوانية من السرطان. ويشير إلى أن الفكرة الثورية جاءت من محادثة عابرة مع باحث من شركة "أسترازينيكا"، ما يبرز أهمية التعاون بين الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي.