وجه الادعاء العام السويدي، الثلاثاء، اتهامات لكريَّم، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وإرهاب تتعلق بقتل طيار سلاح الجو الأردني، الشهيد معاذ الكساسبة، حرقا في سوريا قبل عشر سنوات، وفق ما نقلت وكالة رويترز ووسائل إعلام أخرى.
ثلاث عمليات إرهابية في ثلاث دول، ومشتبه واحد: أسامة كريَّم.
فمن يكون هذا السويدي ذو الثلاثة وثلاثين عاما، الذي اقترن اسمه بثلاث من أفظع الجرائم الإرهابية في السنوات القليلة الماضية؟
حرق الشهيد الكساسبة
وجه الادعاء العام السويدي، الثلاثاء، اتهامات لكريَّم، للاشتباه في ارتكابه جرائم حرب وإرهاب تتعلق بقتل طيار سلاح الجو الأردني، الشهيد معاذ الكساسبة، حرقا في سوريا قبل عشر سنوات، وفق ما نقلت وكالة رويترز ووسائل إعلام أخرى.
وأسر التنظيم المتطرف الطيارَ الأردني، في ديسمبر 2014، ونشر في وقت لاحق مقطع فيديو لحرقه حيا داخل قفص حتى الموت.
وسقطت طائرة الشهيد الكساسبة في محافظة الرقة شمالي سوريا، أثناء مشاركته في تنفيذ غارات جوية على مواقع تنظيم داعش ضمن حملة التحالف الدولي.
وجاء في لائحة الاتهام، التي وجهتها هيئة الادعاء السويدية، أن "كريَّم أجبر الطيار [الأردني] على دخول القفص وصوره وهو يعلم أنه سيتم نشر اللقطات لاستعراض الخطط والأيديولوجية التي يتبناها التنظيم المتشدد"، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
ويتوقع أن تبدأ المحاكمة في الرابع من يونيو القادم.
وتمنح القوانين السويدية الحق لمحاكم البلاد في محاكمة أشخاص عن جرائم تنتهك القانون الدولي، حتى لو ارتُكبت في الخارج.
وقبل مثوله أمام القضاء السويدي، كان كريم محتجزا في فرنسا، حيث أدين بالمشاركة في هجمات باريس عام 2016.
من هو أسامة كريَّم؟
ولد أسامة كريم عام 1992 في مدينة مالمو، ثالث أكبر مدن السويد. ونشأ في منطقة روزنغارد، المعروفة بارتفاع معدلات الجريمة والبطالة، والتي يشكّل المهاجرون أكثر من 80% من سكانها.
في روزنغارد، كان أسامة معروفا لدى الشرطة السويدية للاشتباه في أنشطة إجرامية مثل السرقة، قبل أن ينتقل إلى التطرف.
الملفت أن أسامة شارك، وهو في الـ11 من عمره، إلى جانب شقيقه ووالده، في فيلم وثائقي عن الرياضة واندماج أطفال المهاجرين في المجتمع السويدي.
عقب تحوله السريع إلى التطرف، انتقل أسامة كريم، على الأرجح في سبتمبر 2014، إلى سوريا للالتحاق بصفوف تنظيم داعش.
من سوريا، نشر صورا على وسائل التواصل الاجتماعي، بينها صورة يظهر فيها وهو يحمل بندقية هجومية أمام علم تنظيم داعش في مدينة دير الزور شمال البلاد.
لاحقا، وبعد ثلاث سنوات من استشهاد معاذ الكساسبة، كشفت التحقيقات أن أسامة كريم كان حاضرا خلال عملية إحراقه في سوريا، وكان أحد المشاركين فيها.
"نعيم" في باريس
لم يطل مقام أسامة كريم في سوريا طويلا. فبعد عام واحد فقط، عاد إلى أوروبا باسم جديد هذه المرة، نعيم الحامد، مستخدما جواز سفر مزورا، ومدعيا أنه مواطن سوري من مدينة حماة.
أقام كريم في بلجيكا، والتقى بالمتورطين في هجمات باريس، وعلى رأسهم صلاح عبد السلام الذي يقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد على خلفية الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة الفرنسية، في نوفمبر 2015، والتي تعتبر الأكثر دموية في تاريخ فرنسا (130 قتيلا).
لاحقا، وجد المحققون الحمض النووي لأسامة كريم في الشقق التي استخدمها المنفذون للإعداد للعملية. لكنه ظل فارا لعدة أشهر أخرى.
"انتحاري" محطة المترو
في 22 مارس 2016، تعرضت العاصمة البلجيكية بروكسل لهجمات دامية أودت بحياة 32 شخصا.
هنا، ظهر اسم أسامة كريَّم مرة أخرى، فقد أظهرته تسجيلات كاميرا وهو يشتري حقائب في مركز تسوق في بروكسل، استُخدمت في حمل القنابل التي فجّرها الانتحاريان إبراهيم البكراوي ونجم العشراوي، في مطار بروكسل.
حينها، ظهر أيضا أن كريَّم هو الشخص الذي التقطته كاميرات المراقبة وهو يتحدث لفترة وجيزة مع خالد البكراوي قبل لحظات من قيام الأخير بتفجير نفسه في محطة مترو قرب مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
بعد اعتقاله، في أبريل 2016، قال أسامة للمحققين البلجيكيين إنه كان يفترض أن يكون الانتحاري الثاني في هجوم محطة المترو. لكنه لم يفجر حقيبته.
في عام 2023، حكمت محكمة بلجيكية على كريَّم، إلى جانب آخرين، بالسجن مدى الحياة، على خلفية تفجيرات بروكسل.
قبلها بعام واحد، نقل كريَّم إلى فرنسا حيث حكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن مدة 30 عاما، لتورطه في هجمات باريس.
واليوم، توجه إليه السويد تهمة المشاركة في حرق الشهيد معاذ الكساسبة، وينتظر أن تبدأ جلسات محاكمته الأسبوع المقبل.