سوريا بعد الأسد: تحولات مفاجئة وتحديات السلطة الجديدة

الازدحام-في-اسطنبول
تعبيرية
الثورة السورية التي انطلقت منذ عام 2011، قوبلت بالقمع بكافة أشكاله، ابتدأت بضرب أطفال واقتلاع أظافرهم لتصل إلى قصف المدن ببراميل الكيماوي
الدار -  عمر عبدالرؤوف - قبل 100 يوم، أسدل الستار على واحدة من أطول الفصول الدموية في تاريخ المنطقة، لتطوي الجمهورية العربية السورية صفحة بطش نظام الأسد والذي فرض اجرامه على الملايين من الأبرياء بالحديد والنار. 
الثورة السورية والتي انطلقت منذ عام 2011، قوبلت بالقمع بكافة أشكاله، ابتدأت بضرب أطفال واقتلاع أظافرهم لتصل إلى قصف المدن ببراميل الكيماوي، والتي رافقها حرب أهلية بين مؤيد ومعارض، متزامنة مع تشكيل فصائل مسلحة تحاول جميعها الاستيلاء على الحكم ، متشابكة جميعها بمصالح دولية وإقليمية، حتى بدا الأمر أن لا نهاية للحرب .
المفاجأة لم تأت من العواصم، بل من إدلب، آخر معاقل المعارضة، إذ تمكن أحمد الشرع، "أبو محمد الجولاني" سابقًا ، زعيم هيئة تحرير الشام، من إنهاء ما عجزت عنه فصائل الثورة المتناحرة بأكثر من عقد ونصف. 
12 يومًا فقط من القتال، تغيرت المعادلة، مستغلًا الشرع حليفة النظام " روسيا بحربها مع أوكرانيا وتشتت جماعات حزب الله وإيران بحربها مع اسرائيل، ليعلن في فجر الثامن من كانون الأول السيطرة على الحكم واقتحام قصور آل الأسد، وهروب المجرم الأسد وزوجته وأبناءه إلى روسيا عبر مدرعة روسية غادرت سوريا بين ليلة وضحاها ، لتصبح سوريا أمام مشهد جديد، يحمل معه أسئلة كثيرة حول المستقبل.
ماذا ربح العرب بسقوط نظام الأسد
قال الصحفي السوري زياد الريس إنه وبعد مرور 100 يوم عن سقوط نظام الأسد، بينت أكاذيب اسرائيل بحججها في قصف المدن السورية تحت ذريعة وجود حزب الله والميليشيات الإيرانية والعراقية في الجنوب السوري والتي تشكل تهديد أمنها وفق قولها، إذ ما زالت سوريا تحت القصف والتوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري بعد هروب الأسد.
وأضاف خلال حديثه لـ "الدار" أن هذا دليل على أن بشار ووالده حافظ من قبله لم يكونوا يوما سوى بيدق في يد إسرائيل ومشروع إيران  في المنطقة، متسائلا ما إذا كانت اسرائيل تقوم بكل هذه العمليات التي تقوم بها الآن عندما كان مشروع إيران قائم في سوريا ومتواجد في الجنوب السوري ويقوم بالإشراف على تهريب السلاح والمخدرات
وتابع الصحفي الريس: "زعزعة استقرار المنطقة يصب في مصلحة إيران وإسرائيل، فهم يعتاشون على الصراع في وخلق الفتنة تحت مسمى الطائفية.
وأشار إلى أنه بالامكان الآن أن نقول أن سوريا  ورغم كل الظروف التي تحيط فيها حالياً تسير باتجاه
الأمن والأمان

اما لبنان وبعد سقوط الأسد استطاعت إعادة انتخاب رئيس جمهورية وتأليف حكومة جديدة، وإنقاذها غالبًا من براث المشروع الإيراني ، وإعادة اللبنانيين بعيدا عن المشاريع الخارجية، وفق قول الريس. 
وبما يخص أكراد سوريا  أوضح الريس إن سقوط الأسد حل جزء كبير من مشكلة شرق الفرات وغربه، ذلك بعد تقريب وجهات النظر بين الجانب التركي والقوات الكردية السورية والتي تسير باتجاه ضم هؤلاء إلى الدولة السورية.
وختم: " نستطيع أن نقول أنه بعد هروب بشار الأسد من سوريا بدأنا نقرأ ملامح المنطقة جديدا ونرى أن عودة سوريا إلى حضن العربي سيوفر الكثير من الدعم الاقتصادي والأمني والاستقرار للمنطقة العربية بشكل عام.
هل ستنتقل السلطة في سوريا بعد 4 سنوات كما أعلنت حكومة الشرع؟

وأعتبر الحوارات  أن التنوع الكبير في المرجعيات والفصائل المسلحة، والنقد الذي يواجهه نظام الشرع، وعدم القبول، من قبل بعض الطوائف والفصائل رغم أن الإعلان الدستوري سيحكم خلال فترة موقتة، قد يطيل مرحلة نقل السلطة بشكل سلمي، مبيناً بأن نجاح انتقال السلطة بعد 4 سنوات سيكون بمثابة الانجاز العظيم 
ماذا تريد اسرائيل من سوريا

 قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن اسرائيل استغلت الفراغ الأمني والفوضى في سوريا واحتلت المناطق الجنوبية ودمرت البنية العسكرية وتغولت في القنيطرة، معلنةً بأن هدفها الاستراتيجي إقامة منطقة عازلة، متجاهلة اتفاقيات الهدنة، متذرعة  وجود مجموعات ستتسلل الى اراضيها، لتجعل سوريا في العراء  الدفاعي، إذ نفذت فجر الثلاثاء غارات كثيفة على مدينة درعا.
الحوارات أبدى استغرابه من الردود العالمية، إذ أيد بعضها تغول العدو الإسرائيلي، ورفض جزء منها، ولكن جميعها دون اتخاذ أي قرار حاسم بوقف العدوان الاسرائيلي .
ماذا ينقص سوريا اليوم
المشكلة بسوريا ان عليها اعدة بناء مؤسساتها بشكل سريع وهذا يتعارض مع الواقع 
ولاجل ذلك بحاجة لسلطة انتقالية قوية تقوم بالدرجة الأولى على بناء المؤسسات والاستعداد للمرحلة الدائمة وانشاء دستور دائم وهذا يحتاج عملية توافق وطني وهذا لن يحله الا ان الجميع يثق بان بالعدالة السياسية والاجتماعية ونزع سلاح الفضائل وضمان مصالح الجميع وان ييشعر جميع السوريين كون هذا الدستور يمثله وتوقف التدخلال الخارجية وان يدير السوريين شؤون لسورررين بنفسهم واعتقد ان لدبهم القدرة بذلك بع عقد ونيف من الصراع الاهلي. 
تدخل اي طرف خارجي معنى ذلك تقوية طرف على حساب طرف وبالتالي تخرج المعادلة منقوصة وغير متوازنة ولا تلبي احتياج التوازن السياسي الداخلي السوري المتمعي السوري العقائدي وبالتالي هذه المرحلة تحتاج إلى التقاء السوريين الى هدف واحد ليضمنوا  استقرار بلدهم ويعيدوا اعماره وهنا يقع دور المجتمع الدولي ببناء الدولة لبناء مستقبلها وضمان استقررها لاهميتها لان الفوضى السورية ستنتشر كالنار في الهشيم سواء الدول الكبرى الى تحقيق الامن والاستقرار في سوريا باسرع وقت ممكن لضمان مصالح الجميع وبدون فكرة التنتقام التي لن تؤدي إلى نتائج.
تحديات كبيرة تواجه الشرع

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات قال إنه وبعد مرور 100 يوم على سقوط نظام الأسد في نهاية ال 2024 ، حدث تحولأ سياسيا وعسكريا في الدول السورية 
مشيرًا إلى أن التحديات التي برزت أمام السلطة الانتقالية الجديدة منطقية، ومحاولاتها لاعادة بناء الدولة ووتوحيد مجتمع سوري أو خلق نظام سياسي انتقالي مستقر، كان متوقعًا، ولذلك اعلن البيان الدستوري ليحكم تفاصيل هذه المرحلة 
الكاتب الأردني ماهر أبو طير

الصحفي والكاتب الأردني ماهر أبو طير اعتبر أن سقوط نظام الأسد أدى إلى تداعيات كثيرة طبيعية نتيجة  المعاناة التي مر بها الشعب السوري منذ عشرات السنوات، مبيناً بأن هذا السقوط كشف مدى هشاشة الدولة السورية وعدم وجود بنيه إجتماعية متماسكة واقتصاد حيوي. 
وقال أبو طير للدار إن مجموعة من التحديات تواجه سوريا على مستوى الإقليم، كالتدخل الخارجي لمن قبل بعض الدول إذ لا يزال المشهد في سوريا بعد مرور هذه الشهور من سقوط نظام الأسد قيد التشكيل. 
واشار إلى أن هناك محاولات لتكوير المكون السوري، ومحاولات لإنقلاب على حكومة الشرع، مما قد يؤدي إلى سيناريو التقسيم أو الإنفصال. 
كما وأضاف أبو طير أن العدو الإسرائيلي اعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي واقتطاع مناطق من جنوب سوريا يشكل تحديًا كبيراً أمام الشرع، إذ تخطط إسرائيل أيضاً لترحيل بعض الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سوريا كما تسرب في وسائل الاعلام 
وبما يخص السويداء نوه أبو طير بأن هناك مساع لفصلها عن الدولة السورية، مما يبين بذلك بان هناك محاولات لتقسيمها لدويلات

أخبار متعلقة