خلطة الأمان الأردنية

الجيش الأردني
الجيش الأردني
الدار -  لما أعلنت إيران توجيه رشقة صاروخية، طلعت بدي اروح ع شارع الستين - السلط بصفته قريب من بيتي والمنظر منه أوضح ويكشف الضفة الغربية بالكامل؛ عند ركوبي بالسيارة اتصلت أروى قالت انا جاي معك، وهي سبل جاي.. فاذ هاتفي يرن الوالد يتصل، سألني شو بتعمل قلتله طالع ع شارع الستين اتفرج؛ حكالي تمام سلام؛ سكر الخط رنت مرتي، وين بدك قلتلها طالعين نتفرج ع الصواريخ؛ قالت اوك لا تجيب معك اشي طابخة بامية ( لو نزلت علينا الصواريخ ولا هالخبر بالنسبة الي)..
وانا بالطريق رن اخوي محمد يسالني شو بتعمل، حكيتله طالع ع شارع الستين اتفرج ع الصواريخ، حكالي اه تمام شو الوضع، وصرنا نحكي عن الحرب؛ وما حكالي لا تروح مثلا..
وصلت شارع الستين وانا أحكي بقلبي ول شو هالعيلة ما حدا يعقل علي ويقلي ارجع.. انت قريب من منطقة مكشوفة.. ولا حدا حكالي.. ولا حدا خايف علينا.. اوف..
لما وصلت تفاجأت من المنظر، مع بدء انطلاق المضادات الأرضية من الجانب الآخر، عدد الموجودين بشارع الستين ب المئات ان لم يكن أكثر؛ عائلات وأطفال وشباب، عدد الي يتفرجو ع الصواريخ اقل من عدد الي واقفين ع دور كنافة ع الحطب.. المطرب بمطعم طلة القدس شغال.. ولما وصلت الصواريخ عدد محدود الي كان مهتم مثلنا.. الباقي قاعدين عكس المنظر وبحكو مع بعض..
وانا وبناتي قاعدين نتفرج ونوزع النكت بين ( اما شو موقع استراتيجي تمتاز به الأردن) وانا احكيلهم الله يقدرني دايما وما اخلي بنفسكم اشي واورجيكم الصواريخ..
صفنت بتأمل في المنظر، انه شو سر الأمان عند هاي الناس، الصواريخ من فوقها وبتنزل قريب منها.. ما حدا بولول ولا حد خايف.. رغم كل تحذيرات الأمن العام ومركز إدارة الأزمات، الا انه الشعب الأردني مطمئن.. ومش قلقان.
سر الأمن من وجهة نظري هو الثقة بالدولة ومواقفها المتزنة؛ وبالأجهزة الأمنية والعسكرية، هو الثقة بأن الأردن واجهت بسبب موقعها الجيو سياسي اخطر من هذه الأيام، ولم يتأثر.. الأردني اليوم يثق بمؤسساته وعرشه.. وينام قرير العين والصواريخ من فوقه..
بالمقابل؛ في النا ولاد عم واخوان قاعدين ع راحتنا وامنا.. هم من اوصلنا لهذا اليوم، الصواريخ من فوقنا واحنا قاعدين نوكل كنافة ع الحطب؛ وانا أكلت ذرة مشوية..
هذه الجهود تستحق الفخر والاعتزاز، تستحق أن نقدرها، وأن ننظر بعين الاعتزاز ب بلدنا عبر التاريخ وصولا إلى اليوم..
تحية لكل نشمي ونشمية؛ لكل من وثق وآمن بوطنه وأمنه..
تحية للكل ما عدا المحترم الي وهي بتنزل الصواريخ وقف ورانا وشغل مضخم الصوت بدراجته.. منه لله.. قطع خلفي..

أخبار متعلقة