تقرير يحذر من ضعف المهارات الإجرائية للأطباء المقيمين في الأردن

غرفة عمليات
غرفة عمليات

الدار - كشف تقرير حديث موجّه إلى المجلس الطبي الأردني عن وجود فجوات كبيرة في المهارات السريرية الأساسية لدى الأطباء المقيمين في المملكة خلال السنوات العشر الماضية (٢٠١٥–٢٠٢٥)، داعيًا إلى تحديث عاجل وشامل لبرامج الإقامة الطبية.

وأعدّ التقرير استشاري المناعة والروماتيزم الدكتور عادل محمد الوهادنة، الذي استند فيه إلى نتائج دراسات ميدانية ومنشورة، وشمل تقييمًا معمقًا لواقع التدريب السريري والرضا المهني والاحتراق الوظيفي، إضافة إلى تحليل فرص القبول في برامج الإقامة.
٨٩٪ من المقيمين يفتقرون إلى مهارات البزل القطني
أظهر التقرير أن الغالبية العظمى من الأطباء المقيمين يعانون من ضعف في التعرّض للإجراءات السريرية الأساسية، حيث أفاد ٨٩٪ منهم بضعف في أداء البزل القطني، و٩١٪ بعدم الثقة في إجراء القسطرة الوريدية المركزية. كما بيّن أن نسبة المقيمين الذين تعرضوا لشفط المفاصل لم تتجاوز ٦٪.

تدنّي الرضا وضعف الاستعداد لاجتياز البورد

في سياق متصل، أظهرت إحدى الدراسات أن ٣٤.٤٪ فقط من المقيمين راضون عن برامج تدريبهم، فيما عبّر ٨٥.٣٪ عن شعورهم بعدم الاستعداد لاجتياز امتحان البورد الأردني. كما كشفت النتائج عن قصور في تقديم التغذية الراجعة للمتدربين، سواء في العيادات أو غرف العمليات.
معدلات إجهاد مرتفعة واحتراق وظيفي بين الطبيبات
وبيّن التقرير أن ٧٣٪ من الأطباء المقيمين يعانون من مستويات إجهاد متوسطة، و١٨٪ يعانون من إجهاد مرتفع، مشيرًا إلى تأثّر الطبيبات بشكل خاص نتيجة ضغط العمل وانخفاض الرضا المهني والدخل.
وعي بالطب المبني على الأدلة.. لكن دون تدريب كافٍ
رغم أن ٩٧.٧٪ من الأطباء المقيمين على دراية بمفهوم الطب المبني على الأدلة، ويستخدم أكثر من ٨٥٪ منهم مصادر طبية موثوقة، إلا أن التقرير أكد غياب التدريب العملي المنتظم لتطبيق هذا النهج في معظم برامج الإقامة.
أزمة قبول متفاقمة.. ومقاعد طب الأسرة لا تتجاوز ٧.٥٪
وأشار التقرير إلى أن أقل من ٢٠٪ من خريجي كليات الطب يحصلون على مقعد إقامة داخل الأردن، مما يُجبر الغالبية على العمل كأطباء عامين. وأكد أن نسبة المقاعد المخصصة لطب الأسرة لا تتجاوز ٧.٥٪ من مجموع المقاعد المتاحة سنويًا.
توصيات شاملة للنهوض بالتدريب الطبي
دعا التقرير المجلس الطبي الأردني إلى اعتماد سلسلة من التوصيات، من أبرزها: تحديث المناهج الإلزامية، وتطبيق نظام تسجيل إلكتروني موحّد لتوثيق المهارات، واعتماد تقييمات عملية مثل OSCE، وإنشاء مراكز محاكاة طبية، إلى جانب مراجعة آليات القبول في برامج الإقامة وتعزيز برامج طب الأسرة.
دعوة لتدخّل تنظيمي عاجل
واختتم الدكتور الوهادنة تقريره بالتأكيد على أن الأطباء المقيمين في الأردن يمتلكون قاعدة معرفية جيدة، لكن هناك فجوة واضحة في المهارات السريرية والتدريب العملي، مما يستدعي تدخلاً تنظيميًا سريعًا من قبل المجلس الطبي الأردني لضمان جودة المخرجات الطبية.

أخبار متعلقة