وبعد 18 شهرًا من التواصل عبر الإنترنت، قامت ناتالي بزيارة الأردن في سبتمبر 2021 وقررت العيش مع فراس هناك، إذ أصبحا يعيشان في كهف يحتوي على غرفتي نوم وشرفة تطل على الصحراء، بالإضافة إلى حمام يعمل بمياه الينابيع، كما يضم الكهف غرفة أخرى لتخزين السروج والمعدات الأخرى الخاصة بإبل الزوجين والبغال والدجاج
تعمل ناتالي في مجال الإرشاد السياحي، ووصفت الثقافة البدوية بأنها "مستوى مختلف تمامًا" عن حياتها السابقة التي تنقلت فيها بين عدة دول، مثل إيطاليا وألمانيا ونيوزيلندا، مشيرة إلى أن الحياة في مجتمع الكهوف المفتوح تشبه أجواء الاحتفال المستمرة، حيث يعيش الجميع كعائلة واحدة في ترابط وتشارك دائم.
وقالت: "لقد بدأت في التعرف على الثقافة بالفعل، لكن الثقافة البدوية على مستوى مختلف تمام، إن حياة القبيلة تُشبه أجواء العيد المستمرة".
وخلال فصل الشتاء، ينتقل الزوجان إلى منزل يستأجرونه بعقد إيجار لمدة 10 سنوات في إحدى قرى البتراء، ثم يعودان إلى الكهف في الأشهر الأكثر دفئًا، وحصلوا مؤخرًا على عقد إيجار لمدة 10 سنوات لمنزل في إحدى القرى، والذي سيقيمون فيه خلال فصول الشتاء المستقبلية.
وقال فراس، وهو مرشد سياحي من البتراء: "لقد عشت هناك طوال حياتي، كما فعل أجدادي وأجيال عديدة من عائلتي. أحبها، ولا أريد المغادرة أبدًا، عرضت علينا الحكومة أرضًا ومنزلًا وأشياء مجانًا إذا غادرنا، لكننا رفضناها دائمًا وبقينا في "قصرنا" الكهف".
ويقول الزوجان إن من بين أفضل الأشياء في العيش في الكهف هو السلام والهدوء، حيث يطل الكهف على الصحراء الأردنية، ويؤكدان أن المجتمع المتماسك للسكان الأصليين هو السبب الرئيسي وراء بقاء الكثيرين في هذا النمط من الحياة.