خلال القمة التي تُعقد بتنظيم مشترك من الحكومتين الأردنية والألمانية والتحالف الدولي للإعاقة
وخاطب جلالة الملك المشاركين في القمة العالمية الثالثة للإعاقة (GDS 2025)، التي تُعقد بتنظيم مشترك من الحكومتين الأردنية والألمانية والتحالف الدولي للإعاقة، قائلاً: "إنّ عملكم المستند إلى المعرفة والخبرة بإمكانه أن يحدث فرقاً كبيراً في حياة الآخرين" مشيراً إلى أن هذه المسؤولية ليست مسؤوليتكم وحدكم. وفي كل الأيام المقبلة، يجب أن نعمل معاً، ويجب أن نلتزم، ويجب أن نتخذ إجراءات لضمان أن يعيش الجميع حياتهم بكرامة وسعادة وأمل.
وتابع جلالته أن الشمولية لا تقتصر على ضمان إمكانية وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى مختلف المرافق، بل تشمل أيضاً الاعتراف بالإمكانات الكامنة في كل إنسان، وتوفير البيئة التي يمكن للجميع المساهمة فيها.
وأشار جلالته إلى فخره بأجيال الأردنيين المخلصين الذين يواصلون العمل لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً أن الأردن كان من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تم تعديل الدستور التزاماً بمبادئ الكرامة والاحترام. كما توجد تشريعات أساسية لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى أن الاستراتيجيات الوطنية تركز على تحسين إمكانية الوصول، والعيش المستقل، والتعليم الدامج.
وبين أن الأردن يضم أحد المراكز الرائدة في المنطقة التي تركز على التدخل المبكر والتعليم الخاص والتأهيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية البسيطة والمتوسطة، وهو أيضًا مركز رائد في مجال رعاية الشباب ذوي صعوبات التعلم، حيث أنشأ الأردن الأكاديمية الملكية للتعليم الدامج لإحداث تغيير حقيقي في التعليم.
وهنأ جلالته أكثر من 80 مؤسسة أردنية من القطاعين العام والخاص، قدمت التزامات ملموسة لهذه القمة.
وقال جلالة الملك، إنّ الوضع في غزة مثال مؤلم على هذا، حيث يوجد في غزة أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف على مستوى العالم بالنسبة لعدد السكان، إلى جانب أعداد هائلة من المصابين البالغين. ولقد تم تدمير المرافق الطبية، وهناك حاجة ماسة إلى إعادة النظر في الطرق التقليدية.
وأضاف أن الخدمات الطبية الملكية الأردنية أرسلت الخريف الماضي إلى غزة عيادتين متنقلتين يعمل بهما فريق طبي أردني. ومن خلال تشخيص الأطفال، وعبر استشارات إلكترونية للتواصل مع أطباء وفنيين، كما تم تركيب أول مفصل اصطناعي للأطفال من شاحنة العيادة المتنقلة.
وبين جلالته أن 400 شخص من مبتوري الأطراف استفادوا من مبادرة "استعادة الأمل" بمن فيهم الأطفال، واكتسبوا أملًا جديدًا. ووراء كل هذه الأرقام، هناك وجه وقصة وحياة لا تقدر بثمن، فالمستفيدون من هذه الأطراف عادوا إلى عائلاتهم مجددًا، ونحن فخورون للغاية بالأطباء والفنيين الأردنيين الذين استجابوا لهذا النداء.
واستقبل المستشار الألماني أولاف شولتس، جلالة الملك عند وصوله إلى موقع انعقاد القمة العالمية الثالثة للإعاقة.