وجاء قرار الرئيس عباس، بالتزامن مع توافق الدول العربية على خطة إعادة إعمار غزة، ونزع السلاح من المقاومة، فتح باب التساؤلات حول سبب إعلان هذا القرار في الوقت الحالي، ودلالاته وأهدافه في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمخططات الأميركية بتهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية. ليفتح باب السؤال الرئيسي: هل سيتسلم دحلان إدارة القطاع؟من هو محمد دحلان؟
سياسي فلسطيني شغل منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة في التسعينيات وبداية الألفية. يُعتبر شخصية بارزة داخل حركة فتح. وبعد خسارة حركة فتح الانتخابات في عام 2006 وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة، قوبل بهجوم من قبل عباس، محملاً إياه المسؤولية عن فشله في منع سقوط القطاع.ماذا يعني إعلان العفو العام عن جميع أعضاء حركة فتح؟
اعتبر رئيس مركز القدس للدراسات، الدكتور أحمد رفيق، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استجاب للمطالبات الفلسطينية والعربية والدولية بعمليات الإصلاح والتطوير، وذلك كمتطلب ضروري لعبور المرحلة والرد على تحدياتها، مبيناً أن هذه الإصلاحات هي مطلب فلسطيني من السياسيين والشخصيات الاعتبارية والمجتمع قبل أن تكون مطلبًا دوليًا وعربيًا.
وأضاف رئيس مركز القدس للدراسات في حديثه لـ"الدار" أن عملية الإصلاح والتطوير التي سيجريها الرئيس عباس جاءت لمجابهة وملاءمة حركة فتح والسلطة لمتطلبات المرحلة الجديدة بعد الجمود والجدل الداخلي والاستعصاء السياسي. وأشار إلى ضرورة وجود حكم نزيه وشفاف ومحكم للنهوض بكل الخدمات المالية والقضائية والإدارية، وإعادة هيكلة قوات الأمن الفلسطيني.
وقال الدكتور أحمد رفيق إن السلطة تراجعت في إدارتها مع تدخلات المحتل والممول، وانتقال الثورة إلى ما يشبه الدولة، مما أدى إلى تشوهات حقيقية في التركيبة الاجتماعية والسياسية الفلسطينية.
وأوضح رئيس مركز القدس للدراسات في حديثه لـ"الدار" أن إعلان العفو العام عن جميع أعضاء حركة فتح يعني إعادة كل من تم فصلهم أو الاختلاف معهم أو تجميدهم في مواقعهم، مما يعني إعادة وجهات النظر واحتواء كل الأصوات والمحاور في حركة فتح. إذ ستتحرك "فتح" بكل هذه الشخصيات التي لها أصوات ونفوذ وعلاقات دولية ورؤى واجتهادات. لكنه أكد أنه لا يعلم حتى الآن ما إذا كانوا سيعودون إلى مواقعهم التنظيمية بعد إعلان العفو عنهم.
الكاتب الصحفي الأردني والمختص بالشؤون السياسية، سامح المحاريق، اعتبر إعلان العفو العام عن أعضاء حركة فتح خطوة هامة في سياق المصالحة الوطنية، إذ يعكس رغبة في التهدئة وفتح صفحة جديدة بين الفصائل الفلسطينية. إلا أن الأمر يحتاج إلى متابعة وتنفيذ حقيقي على الأرض، قائلاً إن فلسطين أمام فرصة جديدة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني بما يعزز الوحدة الوطنية.هل سيستلم محمد دحلان سلطة غزة؟
أوضح رئيس مركز دراسات القدس أنه ليس بالضرورة أن يكون قرار الرئيس عباس خطوة لتسلم دحلان إدارة قطاع غزة، منوهاً بأنه من الممكن أن يكون رجل المرحلة نتيجة الإجماع الجماهيري الكبير له في غزة، إذ يمثل وجهة نظر معتدلة ومقبولة دولياً.
وتابع حديثه لـ"الدار" أنه من الممكن أن يتسلم مهمة، ومنذ الآن، في ظل وجود تقارير تشير إلى أنه الرجل المناسب لهذه المرحلة، في حال الموافقة عليه من قبل الرئيس عباس والشعب الفلسطيني.
واعتقد بأن فكرة الإعلان عن عفو عام لجميع المفصولين، بما فيهم دحلان، قد تكون بمثابة ضوء أخضر له لكي يعيد نشاطه في غزة.
الصحفي المحاريق اعتبر أنه من الصعب الجزم بما سيحدث في المستقبل، لكن الواقع يشير إلى أن دحلان يمكن أن يكون له دور في المرحلة المقبلة. هناك اهتمام بمحاولة التوصل إلى تسويات سياسية، وقد تكون فرصة لتمهيد الطريق لعودته إلى المشهد السياسي في غزة. وأشار إلى أنه من الممكن أن يكون هناك شبه توافق حول تسليم حماس سلاحها في مقابل التنازلات الأمريكية، خاصة إذا كان هناك توجه نحو تسوية شاملة قد تشمل قضايا مختلفة مثل الأمن والسياسة.هل كان قرار القمة العربية بنزع السلاح من حماس إنهاءً للمقاومة؟
أكد رئيس مركز القدس للدراسات أن خطة القمة العربية لن تنهي الثورة والمقاومة، مبيناً أن المقاومة لن تنتهي إلا بانتهاء الاحتلال. واعتبر أن قرار القمة إذا كان يحمل أفقًا سياسيًا حقيقيًا وإمكانية أن تكون هناك دولة فلسطينية لا يُعتدى عليها ومعترف بها دولياً، تشمل الضفة والقطاع والقدس الشرقية.
وختم حديثه بأن المقاومة لن تنتهي بقرار القمة أو بغيرها من القرارات، مشددًا على أن المقاومة لن تنتهي إلا بوجود دولة فلسطينية وإنهاء الاحتلال وحفظ كرامة الفلسطيني ومنحه حق تقرير مصيره، لتنتقل بذلك المقاومة إلى الدولة.
المحاريق قال لـ"الدار": "لا أعتقد أن قرار القمة العربية أنهى المقاومة، لكن من المؤكد أن هناك محاولات لفرض تسويات جديدة. ولكن المقاومة الفلسطينية لم تنتهِ، وستظل قيد التطور والتفاعل مع الواقع، سواء كان ذلك في شكل جديد أو في سياق آخر."
وأضاف المحاريق: "كانت هناك مشكلات مستمرة بين حركة فتح وحركة حماس، ولكن التغيرات الحالية تتيح فرصة جديدة للنقاش والعمل المشترك. الأمر يتطلب تفاهماً بين الأطراف المعنية لتحقيق تسوية سياسية قد تكون لمصلحة الجميع.".
التفاصيل في الرابط والفيديو| https://t.co/NKGNyCU45f#الأردن #الدار #القصة_وما_فيها #عاجل #jordan pic.twitter.com/S3blMdOXBt