وقال غوتيريش أمام مجلس الأمن الذي عقد جلسة طارئة بشأن الحرب بين إسرائيل وإيران: "نحن لا نتجه نحو أزمة- نحن نسرع نحوها،" مضيفا "نحن لا نشهد حوادث معزولة- نحن على المسار المحتمل نحو الفوضى." مطالبًا "جميع الأطراف، والمجلس نفسه، على "إعطاء الفرصة للسلام" والعمل بشكل عاجل لمنع المزيد من التصعيد".
كما حذر غوتيريش من أن توسع الصراع قد "يشعل ناراً لا يمكن لأحد السيطرة عليها"، مشيرًا إلى أن التوترات الأساسية بين إيران وإسرائيل منذ سنوات، لكنه أكد أن القضية الأساسية اليوم هي المسألة النووية - والمخاطر على الأمن الإقليمي والعالمي.
وقال غوتيريش، إن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية تظل حجر الزاوية في الأمن الدولي وأن على إيران يجب أن تحترم التزاماتها مضيفًا انه وفي حين أن إيران أكدت مرارًا أنها لا تسعى للحصول على أسلحة نووية، اكن هناك "فجوة ثقة" لا يمكن تجاوزها إلا من خلال الدبلوماسية.
وأكد غوتيريش على أنه يجب أن يتضمن حلاً موثوقًا وشاملاً وقابلاً للتحقق - مع وصول كامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
كما دعا إلى إنهاء القتال والعودة إلى المفاوضات الجادة، مناشدًا أعضاء المجلس بالتصرف "بالاتحاد والعجلة" والمجتمع الدولي لدعم الدبلوماسية القائمة على القانون الدولي.
واختتم الأمين العام برابطه بين إلحاح هذه الأزمة و"الرعب المتزايد في غزة"، محذرًا من أن الشيء الوحيد المتوقع في استمرار النزاع هو عدم القدرة على التنبؤ به.
وقال "دعونا لا نعود إلى هذه اللحظة الحاسمة بالندم..دعونا نتصرف- بمسؤولية وبشكل جماعي- لسحب المنطقة، وعالمنا، بعيدًا عن حافة الهاوية."
وأوضح أن السبيل الوحيد لسد فجوة الثقة هو من خلال الدبلوماسية لإيجاد حل موثوق وشامل وقابل للتحقق، بما في ذلك الوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أنه "لكي يتحقق كل ذلك، أدعو إلى إنهاء القتال والعودة إلى مفاوضات جادة".
وحث المجتمع الدولي على التكاتف خلف المسار الوحيد القادر على تحقيق سلام دائم وهو الدبلوماسية القائمة على القانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا: "يزداد هذا الأمر أهمية في ظل الأهوال المتفشية في غزة".
وختم أمين عام الأمم المتحدة كلمته بالقول: "الأمر الوحيد المتوقع هو أن عواقب استمرار هذا الصراع لا يمكن التنبؤ بها. دعونا لا نسترجع هذه اللحظة الحاسمة بأسف. دعونا نتحرك - بمسؤولية ومعا - لإنقاذ المنطقة وعالمنا من حافة الهاوية".
فرصة الحل السلمي لم تغلق بعد
وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو قدمت تفصيلا عن الخسائر والتداعيات الناجمة عن الصراع.
وأضافت أنه وفقا لوزارة الصحة الإيرانية، حتى 19 حزيران/يونيو، قُتل 224 شخصا وجُرح أكثر من 2,500 آخرين في غارات إسرائيلية على أنحاء إيران، فيما أسفرت الضربات الإيرانية حتى 19 حزيران/يونيو – وفقا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي –عن مقتل 24 شخصا وإصابة 915 آخرين.
وقالت ديكارلو: "نحن على شفا صراع شامل وأزمة إنسانية".
ونبهت إلى أنه "في الوقت الفعلي نشهد تأثير الصراع إقليميا، مع إطلاق الحوثيين صواريخ في اليمن باتجاه إسرائيل، وتصاعد التوترات بين الجماعات المسلحة في العراق. مع كل يوم يمر من القتال، يتزايد الخطر، لا سيما على المدنيين".
وحذرت كذلك من التداعيات الاقتصادية للصراع مضيفة: "لا يمكننا استبعاد التأثير العالمي لاحتمال انقطاع حركة التجارة عبر مضيق هرمز، الذي وصفه البنك الدولي بأنه أهم ممر نفطي في العالم".
وشددت على أن هجمات إسرائيل على المنشآت النووية مثيرة للقلق، وكذلك خطر اتساع نطاق الصراع. لكنها أكدت أن فرصة منع تصعيد كارثي والتوصل إلى حل سلمي لم تغلق بعد، كما يتضح من الفرص الإيجابية الأخيرة للدبلوماسية، مرحبة بالمحادثات بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيران في جنيف.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي اليوم الجمعة، من خطورة الضربات المحتملة على محطة بوشهر للطاقة النووية.
وشدد غروسي في جلسة عقدها مجلس الأمن، لمناقشة الحرب بين إيران وإسرائيل، أن "الضربة المباشرة، أو إلحاق الضرر بإمدادها بالطاقة، يمكن أن يؤدي إلى انبعاث إشعاعي كبير يتطلب عمليات إجلاء وإجراءات طوارئ أخرى".
وكشف غروسي، أن الهجمات الإسرائيلية على المواقع النووية في إيران قد تسببت في "تدهور حاد" في السلامة والأمن النوويين، مشيرًا إلى أنه وعلى الرغم من أنها لم تؤد حتى الآن إلى انبعاث إشعاعي إلا أن هناك خطرًا من أن يحدث ذلك".
وأكد، أن الوكالة الدولية مستعدة للاستجابة لأي طارئ نووي أو إشعاعي.
وأشار إلى استخدام إسرائيل لذخائر خارقة للأرض في عدة منشآت؛ مما أدى إلى أضرار هيكلية، مضيفًا أن عدة دول في المنطقة اتصلت بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في الساعات الأخيرة للتعبير عن قلقها.
وحذر غروسي، من خطر الضربات على المنشآت النووية في المناطق المكتظة بالسكان، مثل طهران؛ يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، مؤكدًا التزام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالبقاء في إيران واستئناف عمليات التفتيش بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.
وجدد التأكيد على أن الهجمات المسلحة على المواقع النووية يجب ألا تحدث أبدًا، وحذر من عواقب وخيمة داخل المنطقة وخارجها، مضيفًا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تقف مكتوفة الأيدي.، داعيًا أعضاء مجلس الأمن إلى دعم الجهود الرامية إلى استعادة عمليات التفتيش وحماية البنية التحتية النووية.
واختتم غروسي حديثه بحثّ المجتمع الدولي على عدم تفويت فرصة السلام، قائلًا إن الحل الدبلوماسي في متناول اليد، بينما البديل هو صراع طويل الأمد وتهديد وشيك بالانتشار النووي.
--(بترا)
الولايات المتحدة
من جانبها، قالت القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا إننا الشرق الأوسط يشهد لحظة حاسمة، مضيفة أنه "لم يفت الأوان لتفعل حكومة إيران الصواب". وقالت إن الرئيس دونالد ترامب كان واضحا في الأيام الأخيرة بشأن ضرورة تخلي القيادة الإيرانية تماما عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وعن جميع طموحاتها في امتلاك سلاح نووي.
وشددت السيدة شيا على أن حكومة إيران نشرت "الفوضى والإرهاب والمعاناة" في جميع أنحاء المنطقة. وقالت إنه على الرغم من أن بلادها لم تشارك في الضربات الإسرائيلية، "فلا شك في أن الولايات المتحدة لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل وتدعم إجراءاتها ضد طموحات إيران النووية".
وأضافت: "لم يعد بإمكاننا تجاهل أن إيران تمتلك كل ما تحتاجه لامتلاك سلاح نووي. كل ما تحتاجه هو قرار من مرشدها الأعلى. هذا أمر غير مقبول، ويجب على هذا المجلس حثّها على تغيير مسارها".
وقالت السفيرة الأمريكية إن القيادة الإيرانية لطالما "أعطت الأولوية للإرهاب وبرنامجها النووي على حساب رفاه شعبها، وإن ضعفها الناتج عن ذلك أصبح الآن جليا للعالم أجمع"، على حد تعبيرها.
يمكنكم متابعة البث الحي للاجتماع (بالترجمة الفورية إلى اللغة العربية) في الفيديو أدناه.