التكويع في سورية .. و التشبيح في عمان .. وكلا الوصفين إبداعات سورية

سامي القرعان
سامي القرعان
أول من كوع في سورية ، هو آخر رئيس وزراء في عهد الأسد
الدار -  سامي القرعان - " التكويع " ، مصطلح سوري ، أطلقه السوريون على من  غيروا مواقفهم السياسية  بعد سقوط الأسد ، فانقلبوا من مؤيدين بالمطلق  للأسد إلى معارضين له بعد إسقاط نظامه .

أول من  كوع  في سورية ، هو آخر رئيس وزراء  في عهد الأسد ، السيد  محمد الجلالي ، الذي ما إن سقط النظام  ، حتى حمّله مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سورية ، تبعه بشار الجعفري سفير الأسد في موسكو ، وآخرهم رامي مخلوف ابن خال الرئيس .  أما نجوم الفن مثلا ،  فحدث ولا حرج ، من دريد لحام إلى أيمن زيدان  إلى بسام كوسا وغيرهم الكثير .

كل هؤلاء قالوا في تبرير " تكويعهم " أنهم وقعوا ضحية التضليل والخوف من السلطة .

حسنا ..  هؤلاء  سوريون ،  وهم أحرار ببلدهم وبمواقفهم السياسية ، لكن ماذا عن شبيحة الأسد في عمان والمصرين على استمرار تشبيحهم ؟  لماذا كوع شبيحة سورية ، ويصر شبيحتنا على التشبيح في بلادنا  والدفاع عن الأسد ؟ .

 الرخص واحد ، وأشكاله معروفة ، أيها الشبيحة .. تعلموا من زملائكم  في سورية ، كوعوا وخلصونا ، لأن تشبيحكم يبعث على الغثيان - مصطلح التشبيح إنتاج سوري انتشر  مع بداية الثور - .

لكن فعلا .. لماذا يصرّ جماعتنا على التشبيح دون التكويع  ؟

أعرف البعض من هؤلاء ، حين تسألهم عن السر في تشبيحهم  ، يقولون لك كنا نذهب للشام نأكل ونشرب ولا ندفع أكثر من ١٠ دنانير ، أو أن يقول لك أن صحن الفتوش في مطعم دمشقي اطيب من كل أكلات عمان !

لا تستغربوا.. هذه النماذج موجودة ، وأقسم أنني سمعتها من البعض !

لكن الحقيقة الثابتة في تفسير سلوك هؤلاء ، ان أغلبهم الأعم ،  يشعرون بقهر من نوع ما ، حقد من نوع ما ، مرض من نوع ما ، وعدم احترام من نوع ما ، ونقص من نوع ما .. نقص في المال أو المنصب أو الوظيفة ، أو الشهرة ، المهم شيء يفتقده هنا ، يعتقد أن دفاعه عن الأسد ، يعوض هذا الفقد.

وحقيقة ثابتة أخرى أن دولتنا  دولة رحيمة بأبنائها ، هي تسكت على تشبيح شبيحة ، يدافعون عن نظام أغرق بلدنا بالمخدرات  ، وحقيقة ثالثة ..ان بلدنا تتحمل حتى الآراء المعارضة .. وتسكت عنهم ..

أخبار متعلقة