واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات أكثر من ألفي طفل، في محاولة لاكتشاف أي علاقة حقيقية بين يوم الميلاد وسمات الشخصية أو المظهر أو النجاح في الحياة، لتكشف النقاب عن حقيقة مثيرة تنسف هذا الاعتقاد القديم.
وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه المعتقدات القديمة لا أساس لها من الصحة. فطفل الأربعاء ليس أكثر عرضة للحزن من غيره، كما أن طفل الاثنين ليس بالضرورة أكثر جمالا.
وفي الواقع، خلص الباحثون إلى أن هذه الأغنية ليست سوى "ترفيه" دون أي تأثير حقيقي على حياة الأشخاص.
وتعود أصول هذه الأغنية إلى عام 1836 على الأقل، عندما نشرتها الكاتبة الإنجليزية آنا إليزا براي في كتابها "تقاليد ديفونشاير". وعلى الرغم من مرور نحو قرنين من الزمان، ما تزال هذه الأبيات الشعرية عالقة في الأذهان، لدرجة أن الناس ما زالوا يصفون مواليد أيام معينة بناء على ما ورد في الأغنية. لكن الدراسة الجديدة تؤكد أن يوم الولادة في الأسبوع لا علاقة له بتحديد شخصية الفرد أو مستقبله.
وللوصول إلى هذه النتائج، اعتمد الباحثون على بيانات شاملة جمعت من أكثر من 1100 عائلة لديها توائم في إنجلترا وويلز، حيث تم تتبع نمو الأطفال من سن الخامسة حتى الثامنة عشرة. وقام الفريق بتحليل يوم ميلاد كل طفل وربطه بسمات الشخصية المختلفة التي قد تتوافق مع أبيات الأغنية.
وبعد تحليل شامل، لم يجد الباحثون أي دليل علمي يدعم الفكرة القائلة بأن يوم الميلاد يؤثر على شخصية الفرد أو مظهره أو نجاحه في الحياة. فالعوامل الحقيقية التي تؤثر على تطور الطفل، كما تبين من الدراسة، هي أمور مثل المستوى الاجتماعي والاقتصادي للأسرة، وجنس الطفل، ووزنه عند الولادة، وليس اليوم الذي ولد فيه.
ومع ذلك، يعترف الباحثون بأن دراستهم لم تغطي جميع التفسيرات المحتملة لأبيات الأغنية. فبعض العبارات مثل "مليء بالنعمة" يمكن فهمها بعدة طرق، سواء كانت تشير إلى النعمة البدنية في الحركة أو النعمة الأخلاقية في التعامل مع الآخرين. كما أن عبارة "طريق بعيد أمامه" قد تعني إما مستقبلا واعدا أو رحلة شاقة في الحياة.
ومن القيود الأخرى التي واجهتها الدراسة عدم توفر معلومات عن مدى معرفة العائلات المشاركة بهذه الأغنية أو مدى تأثرهم بها. وهذا يعني أن النتائج قد تكون متأثرة باختلافات في مدى تصديق الأطفال وأسرهم لمحتوى الأغنية. ورغم ذلك، تظل الدراسة واحدة من أكثر الجهود العلمية شمولا لفهم هذه المعتقدات الشعبية، وتقدم دليلا قويا على أنها مجرد أساطير لا أساس علمي لها.