ووفقًا للوكالة الوطنية للأمن الصحي الفرنسي (Anses)، فإن نحو 36٪ من الأطفال دون سن 3، و14٪ من الفئة العمرية بين 3 و17 عامًا، يتجاوزون يوميًّا الحد المسموح به من هذا المعدن في أجسامهم.
ولا يأتي الكادميوم من فراغ، بل يوجد بشكل طبيعي في التربة، وتزداد كمياته نتيجة الأنشطة البشرية، خصوصًا الزراعية منها كاستعمال الأسمدة، أو الصناعية مثل الصناعات المعدنية.
في رسالة وُجّهت إلى الحكومة الفرنسية بتاريخ 2 يونيو، دقّت "اتحادات الأطباء الليبراليين الإقليميين" ناقوس الخطر، مطالبة بتحرّك عاجل لحماية المواطنين، وبخاصة الأطفال، من هذا "الوباء الصحي الصامت"، بحسب وصفهم.
الدكتور باسكال مايفير، اختصاصي الطب العام في منطقة الراين الأسفل، ومنسّق مجموعة "الصحة البيئية" في المؤتمر الوطني لاتحادات الأطباء الليبراليين، حذّر في تصريح لـ"فرانس إنفو" من العواقب الصحية الخطيرة لهذا المعدن، مؤكدًا أنّ الكادميوم مرتبط بارتفاع حالات سرطان البنكرياس، إلى جانب تأثيراته المثبتة على الكلى والكبد والعظام.
كما يُشتبه بتسبّبه باضطرابات في الجهاز العصبي لدى الأطفال وتدهور وظائف القلب.
وأضاف مايفير: "لا نهدف إلى بثّ الذعر، لكن الواقع يفرض علينا التحذير، نحن قلقون بشكل خاص من سرطانات الكلى والكبد المرتبطة بالكادميوم".
وفي ظل هذا التهديد، يوصي الأطباء الآباء بمراقبة تغذية أطفالهم بعناية، وتفضيل التنويع الغذائي قدر الإمكان، مع اختيار المنتجات العضوية متى توفرت القدرة المالية.