ما الذي يحمله الشرع في زيارته للأردن؟

يزور الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة الأردنية عمّان، الأربعاء، حيث يلتقي جلالة الملك عبد الله الثاني، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين.

  

الدار – محرر الشؤون السياسية – يفتح موعد زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع العاصمة الأردنية عمّان، الأربعاء، ولقاءه مع جلالة الملك عبدالله الثاني، أبواب التكهنات على مصراعيها حول علاقة جديد بين الجارتين، عنوانها الأبرز الشراكات السياسية والاقتصادية بعد جمود رسمي دام لأكثر 16 عاما.
تفاصيل العلاقات الأردنية السورية بدأت بالتبلور من جديد بعد رحيل النظام السوري السابق، والتي بدأت بزيارة باشر بها وزير الخارجية، أيمن الصفدي، وتأكيده في دمشق أن الأردن يدعم العملية الانتقالية في سوريا، وذلك بعد مباحثات أجراها في دمشق مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع.
رسائل سياسية
وحمل الصفدي في ذلك الوقت لدمشق رسالة عن وقوف الأردن إلى جانب السوريين في بناء دولتهم، وأن بلاده تدعم العملية الانتقالية وصياغة دستور جديد لسوريا، "والانتقال لنظام سياسي يلبي كل طموحات السوريين".، مدللا أنه لمس خلال حديثه مع الشرع أنه "يريد وطنا يشعر فيه كل السوريين بالأمن والمساواة، ويدرك أهمية العلاقات السورية الأردنية، وأكد حرصه على التعاون".
زيارة الشرع  تأتي أيضا وسط إقليم ملتهب يعاني من تهديدات خارجية تتمثل في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن، وحضور الجماعات المسلحة التي تختبئ تحت عباءة إيران في الإقليم وتسمي نفسها بمحور المقاومة في بلدان عربية عانت وعانت لعقود من الفوضى.
وحملت زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي كأول وزير عربي إلى دمشق في 23 ديسمبر الماضي رسائل مهمة أبرزها أن الأردن الرسمي يدعم التغيير والتحول في سوريا، حيث أكد الصفدي بعد لقائه الشرع استعداد المملكة للمساعدة في إعمار سوريا.
وضمن تلك المعطيات يحمل تعاطي الأردن الرسمي مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع ومن قبل رأس الدولة خارطة طريق لمستقبل العلاقات بين البلدين خلال السنوات المقبلة.

حضور الشرع قبيل القمة العربية 

المحلل السياسي عامر السبايلة قال إن الزيارة تأتي وسط تصاعد التوتر في الإقليم، وقبيل القمة العربية التي يشارك فيها الشرع لأول مرة.
وأضاف السبايلة، في تصريحات خاصة لـ"الدار"، أن الموقف الأردني يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للشرع، الذي يحتاج إلى دعم عربي في المقام الأول خلال المرحلة المقبلة.
وأشار إلى أن الزيارة تأتي في ظل اعتداءات وتحركات مستمرة من الجانب الإسرائيلي في الجنوب السوري، حيث يُعد الأردن جزءًا مهمًا من المعادلة على الأرض.
وأوضح السبايلة أنه من الضروري أن يكون لسوريا والأردن موقف واضح تجاه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما أنه من المهم أن يكون الموقف العربي حاضرًا، خاصة من جانب مصر والسعودية.

زيارة عقب علاقات "ملتهبة"

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن اللقاء مهم للجانبَيْن السوري والأردني، خاصة أن العلاقات مرت بمرحلة ملتهبة إبان النظام السوري السابق.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدار" أنه مهتم جدًا بمحافظات الجنوب السوري، مثل درعا والسويداء، بسبب عمليات التهريب، مشيرًا إلى أن النظام السوري الحالي تعهّد باستقرار هذه المناطق، وبضغط من الداخل السوري لتوحيد السلاح في الجيش فقط.
وأكد الحوارات أن الحدود بين سوريا والأردن، التي تمتد إلى 375 كيلومترًا، أرهقت الجيش والدولة الأردنية، والمملكة تأمل أن تحمل زيارة الشرع تعهّدات ومقترحات أكثر صرامة.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، لفت إلى أن الأردن يطمح إلى أن يكون له دور إيجابي من خلال الشركات والحكومة، بحيث ينعكس ذلك مباشرة على قضية العودة الطوعية للاجئين السوريين وتسهيل عودتهم.
وبيّن أن الشرع سيجسّ نبض الأردن لبلورة دعم عربي لسوريا، كما أنه قد يربط المملكة بضرورة المشاركة في إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن الزيارة تهدف إلى تعزيز شرعية الحكم في سوريا مع دولة مثل الأردن، التي تتمتع بعلاقات طيبة مع المجتمع الدولي، مما ينعكس إيجابًا.

تعاون اقتصادي
تمثل سوريا شريانا تجاريا مهما للأردن، ومنها تنساب تجارة المملكة إلى أوروبا والعديد من الدول المحيطة سواء لجهة التصدير او الاستيراد أو الترانزيت، مثلما يمثل الاردن بوابة للمنتجات والبضائع السورية للعبور بأمان إلى أسواق دول الجوار.
وبدأ التعاون الاقتصادي بين سوريا والأردن بتحرك من القطاع الخاص للبلدين، بحيث اتفقا على تأسيس علاقات اقتصادية وتجارية جديدة تبنى على الشراكة والمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
واتفقا أيضا على ضرورة إزالة أية معوقات تقف في طريق تعاون البلدين الاقتصادي، والاستفادة من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا وفتح الحدود البرية وتحريك عجلة الاستيراد والتصدير بالاتجاهين.
وعودة تجارة المملكة مع سوريا الى سابق عهدها يمثل طوق نجاة للاقتصاد الوطني الذي يواجه اليوم تحديات كبيرة بفعل الظروف الاقليمية التي اسهمت بإغلاق الأسواق التقليدية امام الصادرات الوطني.

أخبار متعلقة