وعلى الرغم من نجاح مسلسلات مثل "الاجتياح" (2007)، و"الفرداوي" (1995)، و"سلطانة" (2007)، و"حارة أبو عواد" (1981)، إلا أنها بقيت تجارب لم تشكّل حالة فنية أردنية تنافس عربيًا، علمًا أن مخرجين وممثلين أردنيين حاضرين بقوة، كصبا مبارك، وصفاء سلطان، ومنذر رياحنة، ومحمد عزيزية، وإياد نصار، وغيرهم.
ومع تزايد استخدام منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، إكس، إنستغرام، ويوتيوب، أصبحت هذه الوسائل تؤثر بشكل مباشر على صناعة الدراما، وتغيّر الطريقة التي يتم بها إنتاج وتوزيع الأعمال الفنية. كما أنها وسيلة مباشرة للتفاعل بين الجمهور والفنانين أو صنّاع الأعمال الدرامية.
فعلى سبيل المثال، يشارك الممثلون والمخرجون والكتّاب بشكل مستمر عبر منصاتهم الشخصية، مما يتيح للجمهور فرصة للتواصل معهم وإبداء آرائهم حول الحلقات أو الشخصيات. هذا التفاعل يمكن أن يكون له تأثير على سير الأحداث في الأعمال الدرامية، حيث يمكن أن يستجيب صناع الدراما لرغبات الجمهور وتوجهاتهم.
"إذا استمر هذا الاتجاه في الانتشار، فقد نشهد تغيّرات كبيرة في صناعة الدراما الأردنية على شاشات التلفاز. أولها، ازدياد الأعمال الدرامية التي تعتمد على المؤثرين كجزء أساسي من فريق العمل، بما في ذلك الكتابة والإخراج، وهذا قد يعني ظهور أعمال أكثر تأثيرًا، حيث سيشعر الجمهور بارتباط وثيق مع الشخصيات بسبب تفاعلهم مع هذه الوجوه المعروفة عبر السوشيال ميديا.
ثانيا، أننا قد نشهد زيادة في المسلسلات التي تُعرض بشكل غير تقليدي، مثل عرض الحلقات عبر منصات السوشيال ميديا أو منصات البث الرقمية.
حاليًا، يتابع الجمهور تجربة درامية جديدة في شهر رمضان 2025، مع انطلاق مسلسل Five in One، وهو يُعدّ أول عمل درامي عربي يجمع عددًا من أبرز المؤثرين وصناع المحتوى من مختلف الدول العربية، مثل سارة الورع، غيث مروان، عزة زعرور، ورغدة كيومجيان، وغيرهم من المؤثرين.
المميز في المسلسل هو كونه إنتاجًا رقميًا بحتًا، أي سيُعرض حصريًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما سيجعله تجربة مختلفة في المشهد الدرامي العربي، حيث يعكس هذا النهج تطور الإنتاج الدرامي العربي لمواكبة التطورات الرقمية. أي أنه أصبح للمؤثرين دور كبير في صناعة الترفيه والمحتوى الرقمي