وتتميز
هذه التقنية بحساسيتها العالية، مما يسمح لها باستخلاص الليثيوم من المحلول الملحي
بتركيزات منخفضة تصل إلى 20 جزءا في المليون، دون الحاجة إلى إضافة أي ملوثات أو
مواد إضافية، وهذا ما يجعل عملية استخراج الليثيوم مجدية من الناحية الاقتصادية،
خاصة بالنسبة للمصادر التي تحتوي على تركيزات منخفضة من الليثيوم، مثل حقول النفط
المنتشرة في المملكة.
وأوضح
البروفيسور زيبينغ لاي، الأستاذ في "كاوست" والرئيس المشارك لمركز
التميز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين، والباحث الرئيس في المشروع، أنه تم تحسين
جسر الأكسدة والاختزال الكهربائي للاستفادة من الطاقة الأسموزية الناتجة من الفارق
في التركيز بين المحلول الملحي عالي الملوحة ومحلول الاستخلاص، مما يؤدي إلى تقليل
استهلاك الطاقة في عملية استخلاص الليثيوم.
وقال إن
مثل هذه الابتكارات يمكن أن تسهم في إيجاد قيمة جديدة في مجالات النفط والتعدين
والطاقة الحرارية الأرضية، وبالأخص في المواقع التي تُعد فيها المياه الناتجة
نفايات.
وأضاف
لاي "أن استخراج الليثيوم محليا يعزز مرونة سلسلة الإمداد، ويقوي أمن الطاقة
الوطني، ويمكن أن يدفع هذا الابتكار المملكة إلى القيام بدور ريادي في سوق الطاقة
النظيفة العالمية، مما يعزز من نفوذها وتجارتها الدولية".
وتسارع
الطلب العالمي على الليثيوم في العصر الحالي، ومن النادر أن نجد شخصا لا يستخدم
الليثيوم هذا العنصر أساسي للبطاريات التي تشغل السيارات الكهربائية وأجهزة
الحاسوب المحمولة والهواتف الذكية.
ومع
ازدياد توجه الدول نحو الرقمنة، من المتوقع أن يرتفع الطلب على الليثيوم بشكل كبير
بحلول عام 2030، حيث أعلنت المملكة خططها لاستيراد الليثيوم كجزء من إستراتيجيتها
للطاقة.
ومع
ذلك، قد تكون المملكة غنية بالليثيوم بالفعل بسبب المحيطات وحقول النفط المحيطة
بها، ويعود سبب اعتمادها على استيراد الليثيوم من الخارج، إلى أن التقنيات الحالية
غير كافية لاستخراجه من احتياطاتها، وهذا الابتكار قد يغير بالكامل خطط المملكة
الحالية حيال ذلك، وفق "سبق".
وتسعى
شركة "ليهايتك" الناشئة في "كاوست"، التي أسسها البروفيسور
زيبينغ لاي، وزميله البروفيسور كوو-وي هوانغ، إلى تحويل هذه التقنية من البحث
العلمي إلى التطبيق التجاري.
ا.ف.ب