فيلم يحمل نظرة فريدة عن الطبقة الشعبية في الرياض يعرض في دور سينما فرنسية وعلى شبكة (نتفلكس)

"مندوب الليل"... فيلم إثارة سعودي يكسر الصورة النمطية

Saudi Cinema
على الكلثمي يحصد جائزة أفضل مخرج قادم في مهرجان هوشي منه السينمائي الدولي
تعرض دور سينما فرنسية فيلم "مندوب الليل" للمخرج السعودي علي كلثمي، الذي يكسر الصورة النمطية عن الطبقات الشعبية في العاصمة السعودية. قصة الفيلم - الذي تبثّه منصة نتفلكس أيضا - تكشف الجانب الخفي للرياض عبر مغامرات فهد - الممثل محمد الدوخي - وهو بطل مضاد يعيش في بؤس شديد.

الدار -  تعرض دور سينما فرنسية فيلم "مندوب الليل" للمخرج السعودي علي كلثمي، الذي يكسر الصورة النمطية عن الطبقات الشعبية في العاصمة السعودية. قصة الفيلم - الذي تبثّه منصة نتفلكس أيضا - تكشف الجانب الخفي للرياض عبر مغامرات فهد - الممثل محمد الدوخي - وهو بطل مضاد يعيش في بؤس شديد.

يعمل فهد في مركز اتصالات نهارا وساعيا ليلا. ورغم جهوده وسط ظروف عمل قاسية، لا يستطيع فهد دفع فواتير والده الطبية ومساعدة أخته المطلقة. كما أنه غير قادر على تلبية متطلبات وخيارات سعيه لإيجاد حل لوضعه السيئ.

حال اليأس تقود بطل الفيلم نحو تجارة مربحة؛ توصيل الكحول إلى أبناء عائلات سعودية ثرية".  
عالمان متوازيان
ورغم فتح محلات محدودة لبيع كحول  للدبلوماسيين والأجانب غير المسلمين في الفترة الأخيرة، يبقى استهلاك وحيازة الكحول محظورين على السعوديين تحت طائلة الغرامة والسجن والجلد. 
فيما تتراوح أسعار الكحول في السوق السوداء بين بضع عشرات إلى مئات اليوروات.

إيضال المشروبات الكحولية فتح لفهد أبواب رياض أخرى، رياض الفخامة والاحتفالات؛ عالم كان يجهل تماما وجوده فأصابه الذهول باكتشافه.
ويُظهر الفيلم تباينا صارخا بين عالمين متوازيين. وتصادم الثقافات لم يحسن الأمور.
"مواقف عشتها بنفسي"
اتجار بالكحول، فقر وعنف اجتماعي تشكل واقعا اجتماعيا واقتصاديا مختلفا عن الصورة المتداولة عن المملكة العربية السعودية. في 2023، أظهر تقرير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، أن  13.6% من السعوديين يعيشون تحت خط الفقر.
"مندوب الليل" أول فيلم روائي طويل للمخرج السعودي علي الكلثمي (41 عاما)، ويمثل أحد وجوه الانفتاح الثقافي في هذا البلد الغني بالنفط والموارد الطبيعية.
علي الكلثمي الذي نشأ في حي فقير بالرياض يقول إن هذا الانتاج "يرويمواقف عشتها بنفسي". ويضيف أنه تابع "تحول" العاصمة و "تناميها المكثف" و "عدم رأفتها بأي كان".
سينما "ناشئة ولكنها مزدهرة"
في أواخر 2023، حقق الفيلم نجاحا باهرا حينما عُرض في السعودية. إذ بيعت أكثر من 600 ألف تذكرة، متصدرا بذلك شباك التذاكر. وهذا نجاح غير مسبوق لفيلم روائي سعودي منذ رفع الحظر عن دور السينما في المملكة أواخر 2017. وعلى إثرها بثته منصة نتفليكس في المنطقة في سبتمبر/ أيلول.
ماكسيم بوس، دبلوماسي سابق عمل في قطاع الثقافة بالسعودية لسبع سنوات، يقول عن الفيلم: "رغم إنتاج ما بين ثلاثة إلى خمسة أفلام روائية سنويا، لا تزال السينما السعودية ناشئة، ولكنها في ازدهار كبير". ويضيف بوس: "هناك العديد من المخرجين والمخرجات، وفي ذخيرتهم مسائل غير متوقعة لمعالجتها".
كما يرى أن "صناعة السينما السعودية في طور الهيكلة، تضم مخرجين وكتّابا ومصورين ومساعدين أولين وملحنين لموسيقى الأفلام. وتشهد  أيضا تطوير كفاءات موارد بشرية لم تكن موجودة في السابق".
ومن جانبها، تدعم وزارة الثقافة التدريب والتعاون في الإنتاج في المملكة، كذلك تساند مخرجيها في الخارج وتنظم ورشات لصناعة الفن.
ويسهم مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومؤسسته التي أصبحت منصة إقليمية، في تسليط الضوء على المواهب السعودية الشابة. ودعمت هذه المؤسسة فيلم "مندوب الليل".
"بادرة انفتاح... تحت المراقبة"
ويشهد قطاع السينما في البلاد "تحريرا" حقيقيا، مع مخرجين على غرار الكلثمي الذين يطرحون قضايا اجتماعية.
ويشير كريم صادر، المحلل السياسي والمختص في الشؤون الخليجية إلى أن "السلطات السعودية بإعطائها الضوء الأخضر لفيلم (مندوب الليل) تريد أيضا أن تثبت وجود سينما سعودية وحياة فنية فيها، وأنها تسمح بعرض بعض الأمور".
لكن، يوضح الخبير: "الفيلم لا يشوه صورة المملكة، بل يروي قصة فرد يعيش على الهامش. فهو يطرح قضية اجتماعية دون الإضرار بالسلطة. يظل ذلك بادرة انفتاح لكن تحت المراقبة."
وفي بلد 60 % من سكانه تحت سن الثلاثين، من الواضح أن قيادته تعتمد على الشباب السعودي. جيل مشبع بالثقافة الغربية ويستخدم الإنترنت وشبكات التواصل بكثافة، يشاهد العالم ويطالب اليوم بأن يروي ما يخصه، وفق الخبير كريم صادر.

(عن فرانس 24) 

أخبار متعلقة